وكل لفظة لا يصلح في موضعها غيرها، وقد كان أبو تمام يحرص في شعره على هذا الفن فاستمع الى قوله:
وفي الكلمة الوردية اللون جؤذر ... من الانس يمشي في رقاق المجاسد
رمته بخلف بعد أن عاش حقبة ... له رسفان في قيود المواعد
وفاعل رمته في أبيات سبقت، وهذا أمر تعجز الألفاظ عن إيجاد حدود له وانما هو مما يستشعره الذوق وحده على حد قول فولتير:
«ذوقك أستاذك» .
[٢١- الاستعارة المتكررة:]
فاذا أضفت إلى ما تقدم أن الاستعارة وقعت فيها في موقعين وهما استعارة الابتلاع والإقلاع حصل لك واحد وعشرون فنا.
هذا وقد أضاف بعض البلاغيين إلى هذه الفنون ما يلي:
١- ومنها انه تعالى لم يصرح بفاعل غيض وقضي وقيل، كما لم يصرح في صدر الآية بقائل قيل وكذا لم يصرح بمن سوى السفينة تنبيها على أن تلك الأمور العظام لا يتصور وقوعها إلا من قادر لا يكتنه وقهار لا يغالب فلا يذهب الوهم إلى فاعل غيره ولا ينشط الخيال الى مدى أبعد من هذا المدى وقيل في وجه العدول عن تصريح الفاعل