للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو الناثر في فقرته بنكتة حسنة زادت الكلام ملاحة، كقول ابن المعتز:

أترى الجيرة الذين تداعوا ... عند سير الحبيب وقت الزوال

علموا أنني مقيم وقلبي ... راحل فيهم أمام الجمال

مثل صاع العزيز في أرحل القنو ... م ولا يعلمون ما في الرحال

وهذا التمليح فيه إشارة الى قصة يوسف عليه السلام حين جعل الصاع في رحل أخيه وإخوته لم يشعروا بذلك، ومن لطائف التلميح قول أبي فراس:

فلا خير في رد الأذى بمذلة ... كما رده يوما بسوءته عمرو

وهذا التمليح أو التلميح فيه إشارة الى قصة عمرو بن العاص مع الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في يوم صفين حين حمل عليه الإمام، ورأى عمرو أن لا مخلص منه فلم يسعه غير كشف العورة.

ومن لطائف التلميح قصة الهذلي مع منصور بني العباس فإنه حكى أن المنصور وعد الهذلي بجائزة ونسي، فحجا معا ومرا في المدينة النبوية ببيت عاتكة، فقال الهذلي: يا أمير المؤمنين هذا بيت عاتكة التي يقول فيها الأحوص:

يا بيت عاتكة الذي أتعزل ... حذر العدا وبه الفؤاد موكل

فأنكر عليه أمير المؤمنين لأنه تكلم من غير أن يسأل، فلما رجع الخليفة نظر في القصيدة إلى آخرها ليعلم ما أراد الهذلي بإنشاد ذلك البيت من غير استدعاء فإذا فيها:

<<  <  ج: ص:  >  >>