للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنه قال وهو مما ينطق كما يقال ائتني وأحدثك فجعل نفسه ممن يحدثه على كل حال وزعم يونس أنه سمع هذا البيت وانما كتبت ذلك لئلا يقول انسان فلعل الشاعر قال: إلا اهـ» وقال ابن النحاس:

«تقرير معناه انك سألته فيقبح النصب لأن المعنى يكون انك ان تسأله ينطق» وقال الأعلم: الشاهد فيه رفع ينطق على الاستئناف والقطع على معنى فهو ينطق وإيجاب ذلك ولو أمكنه النصب على الجواب لكان أحسن.

وقال الفراء: أي قد سألته فنطق ولو جعلته استفهاما وجعلت الفاء شرطا لنصبت كما قال آخر:

ألم تسأل فتخبرك الديارا ... عن الحي المضلّل حيث سارا

والجزم في هذا البيت جائز كما قال:

فقلت له صوب ولا تجهدنه ... فيدرك من أخرى القطاة فتزلق

فجعل الجواب بالفاء كالمنسوق على ما قبله.

هذا ولأهمية هذا البيت وعناية العلماء به نقول انه مطلع قصيدة لجميل بن معمر العذري صاحب بثينة المشهور وبعده وهو من جيد الشعر:

بمختلف الأرواح بين سويقة ... وأحدب كادت بعد عهدك تخلق

أضرت بها النكباء كل عشية ... ونفح الصبا والوابل المتعبق

<<  <  ج: ص:  >  >>