ولا يخفى ما في ذلك كله من الإدلال بالنفس والزهو بها وعدم المبالاة بالآخرين، ويقال بطحه على وجهه فانبطح وفيه كل الاذلال والصّغار والمهانة ونظر حويص الى قبر عامر بن الطفيل فقال: هو في طول بطحتي أراد في طول قدي منبطحا على الأرض وبطاح بطح واسعة عريضة وتبطّح السيل اتسع مجراه، قال ذو الرمة:
ولا زال من نوء السماك عليكما ... ونوء الثريا وابل متبطّح
وتبطّح فلان تبوّأ الأبطح قال:
هلّا سألت عن الذين تبطحوا ... كرم البطاح وخير سرّة وادي
وأبطخ القوم وأقثئوا كثر عندهم البطيخ والقثاء ونظر الليث الى قوم يأكلون بطيخا فقال:
لما رأيت المبطخين أبطخوا ... فأكلوا منه ومنه لطخوا
ورأيته يدور بين المطابخ والمباطخ ولا يفعل ذلك إلا تياه مفتخر