للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زيد حاتم متأول بمعنى زيد مثل حاتم في المعنى، استمع الى قول زفر ابن الحارث الكلابي:

وكنا حسبنا كل بيضاء شحمة ... عشية لاقينا جذام وحميرا

فكل بيضاء مفعول حسبنا الأول وشحمة مفعوله الثاني وهو كناية عن أنه كان يظنهم شجعانا فتبينوا بخلاف ذلك وبعد هذا البيت:

فلما لقينا عصبة تغلبية ... يقودون جردا في الأعنّة خمرا

سقيناهم كأسا سقونا بمثلها ... ولكنهم كانوا على الموت أصبرا

فلما قرعنا النبع بالنبع بعضه ... ببعض أبت عيدانه أن تكسّرا

إذا عرفت هذا كله فهمت معنى الآية بوضوح أي: أحسب الذين أجروا كلمة الشهادة على ألسنتهم، وتبجحوا بها، واستطالوا على من سواهم انهم سيتركون غير ممتحنين؟ لا بل سوف يمتحنهم الله بضروب الابتلاء وأنواع المحن حتى يسبر أغوارهم جميعا، ويبلو صبرهم وثبات أقدامهم ورسوخها في الايمان، فليس الايمان كلمات تتردد على الألسنة وحسب لكنه يحتاج الى عمل أصيل، وجهاد مستمر، ليسفر عملهم عما فيه نفع أمتهم، وجهادهم عن تأثيل أوطانهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>