السكوت وهو الأدب، وفي بعض الأحوال السكوت أفضل من الدعاء وهو الأدب وإنما يعرف ذلك بالوقت فإذا وجد في قلبه إشارة الى الدعاء فالدعاء أولى به وإذا وجد إشارة الى السكوت فالسكوت أنم» .
فإن قيل: كيف قال تعالى «ادعوني أستجب لكم» وقد يدعو الإنسان كثيرا فلا يستجاب له؟ وقيل في الجواب:«الدعاء له شروط منها: الإخلاص في الدعاء، وأن لا يدعو وقلبه لاه ومشغول بغير الدعاء، وأن يكون المطلوب بالدعاء مصلحة للإنسان، وأن لا يكون فيه قطيعة رحم فإذا كان الدعاء بهذه الشروط كان حقيقا بالإجابة فإما أن يعجلها له وإما أن يؤخرها له، يدل عليه ما روي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من رجل يدعو الله تعالى بدعاء إلا استجيب له فإما أن يعجل له في الدنيا وإما أن يؤخر له في الآخرة وإما أن يكفّر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا ما لم يدعو بإثم أو قطيعة رحم أو يستعجل قالوا: يا رسول الله وكيف يستعجل؟ قال:
يقول: دعوت فما استجاب لي» .
وأورد الغزالي سؤالا آخر قال:«فإن قيل: فما فائدة الدعاء مع أن القضاء لا مردّ؟ فاعلم أن من جملة القضاء ردّ البلاء بالدعاء، فالدعاء سبب لردّ البلاء ووجود الرحمة كما أن الترس سبب لدفع السلاح، والماء سبب لخروج النبات من الأرض، فكما أن الترس يدفع السهم فيتدافعان فكذلك الدعاء والبلاء، وليس من شرط الاعتراف بالقضاء أن لا يحمل السلاح وقد قال الله تعالى: «وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم» فقدر الله تعالى الأمر وقدر سببه» .
وهذا سؤال قد تكون الإجابة متقدمة عليه وقد روينا في كتاب الترمذي: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: