للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدَّلِيلُ الرَّابِعُ: مَا أَخْرَجَهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ فَإِذَا قَوْمٌ قَدْ أَسْنَدُوا ظُهُورَهُمْ إِلَى الْقِبْلَةِ، فَقَالَ: هَكَذَا عَنْ وُجُوهِ الْمَلَائِكَةِ، ثُمَّ قَالَ: لَا تَحُولُوا بَيْنَ الْمَلَائِكَةِ وَبَيْنَ صَلَاتِهَا فَإِنَّ هَذِهِ الرَّكْعَتَيْنِ صَلَاةُ الْمَلَائِكَةِ، وَأَخْرَجَ أَيْضًا عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ: كَانُوا يَكْرَهُونَ التَّسَانُدَ إِلَى الْقِبْلَةِ بَعْدَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، وَأَخْرَجَ أحمد فِي مُسْنَدِهِ عَنْ حابس بن سعد - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ -: أَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فِي السَّحَرِ فَرَأَى النَّاسَ يُصَلُّونَ فِي صُفَّةِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُصَلِّي فِي السَّحَرِ فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ، دَلَّتْ هَذِهِ الْآثَارُ عَلَى أَنَّ الْمَلَائِكَةَ تُصَلِّي فِي جَمَاعَتِنَا صَلَاةَ الْفَجْرِ وَتَحْضُرُهَا فِي مَسَاجِدِنَا، وَيُرَشِّحُهُ مَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: ٧٨] » ) .

وَأَخْرَجَ أحمد وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ، وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: ٧٨] قَالَ: تَشْهَدُهُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ» ، وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ صَلَاةَ الْفَجْرِ عِنْدَهَا يَجْتَمِعُ الْحُرْسَانُ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ وَيَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ.

وَأَخْرَجَ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} [الإسراء: ٧٨] قَالَ: " صَلَاةَ الْفَجْرَ "، وَفِي قَوْلِهِ: (كَانَ مَشْهُودًا) يَقُولُ: مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ يَشْهَدُونَ تِلْكَ الصَّلَاةَ، وَأَخْرَجَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ فِي قَوْلِهِ: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: ٧٨] قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ: تَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَيَشْهَدُونَهَا جَمِيعًا ثُمَّ يَصْعَدُ هَؤُلَاءِ وَيُقِيمُ هَؤُلَاءِ.

الدَّلِيلُ الْخَامِسُ: مَا أَخْرَجَهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ مَوْقُوفًا، وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ سلمان مَرْفُوعًا قَالَ: " «إِذَا كَانَ الرَّجُلُ فِي أَرْضٍ فَأَقَامَ الصَّلَاةَ صَلَّى خَلْفَهُ مَلَكَانِ، فَإِنْ أَذَّنَ وَأَقَامَ صَلَّى خَلْفَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَا لَا يُرَى طَرَفَاهُ يَرْكَعُونَ بِرُكُوعِهِ وَيَسْجُدُونَ بِسُجُودِهِ وَيُؤَمِّنُونَ عَلَى دُعَائِهِ» ".

وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: " إِذَا أَقَامَ الرَّجُلُ الصَّلَاةَ وَهُوَ فِي فَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ صَلَّى خَلْفَهُ مَلَكَانِ، فَإِنْ أَذَّنَ وَأَقَامَ صَلَّى خَلْفَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَمْثَالُ الْجِبَالِ ".

<<  <  ج: ص:  >  >>