وَعَنْهُ حَكَاهُ نَقْلًا قرطبي ... بِتَذْكِرَةٍ تُنَمِّقُهَا حِيَاكَا
بِأَنَّ الْوَزْنَ مُخْتَصٌّ بِحَشْرٍ ... بِأَعْمَالٍ فَتَنْسَلِكُ انْسِلَاكَا
وَمَا الْإِيمَانُ مَوْزُونًا فَإِنَّ الْمَ ... وَازِنَ حَالُهُ ضِدٌّ هُنَاكَا
أَيَجْمَعُ وَاحِدٌ كَفْرًا وَضِدًّا ... لِيَتَّزِنَا مُحَالٌ فَرْضُ ذَاكَا
وَفِي خَبَرِ الْبِطَاقَةِ جَاءَ وَزْنٌ ... لِتَوْحِيدٍ وَأَخْبَارٍ كَذَاكَا
فَأَوِّلْهَا بِنَدْبٍ فِي ادِّكَارٍ ... فَحَقًّا أَعْظَمُ الْحَسَنَاتِ ذَاكَا
وَمَنْ يَقْصِدْ لِبَسْطٍ فِي اتِّزَانٍ ... فَفِي تَأْلِيفِ بَعْثٍ لِي دَرَاكَا
وَنَاظِمُهُ ابن الأسيوطي أَبْدَى ... جَوَابًا لَمْ يُغَادِرْهُ مِسَاكَا
بِنَظْمٍ نَاسِجٍ مِنْوَالَ حُسْنٍ ... عَلَى نَسَقٍ يُحَاكُ وَلَا يُحَاكَى
مَسْأَلَةٌ:
مَا قَوْلُ حَبْرٍ بَحْرُ أَفْكَارِهِ ... أَبْدَى عَجِيبًا عَمَّ فِي عَصْرِهِ
وَفَاضَ مِنْهُ أَنْهُرًا بِالْهُدَى ... فِي سَائِرِ الْأَقْطَارِ مِنْ دَرِّهِ
تَأْلِيفُهُ صَاغَ لَنَا عَسْجَدًا ... عَاطِرُهُ قَدْ ضَاعَ فِي نَشْرِهِ
حَكَى لِنَظْمِ الدُّرِّ فِي جِيدِهِ ... وَحَازَ حُسْنَ السَّبْكِ فِي نَثْرِهِ
فِي الطِّفْلِ إِنْ مَاتَ صَغِيرًا فَهَلْ يُحْشُرُ فِي الْأُخْرَى عَلَى عُمْرِهِ
وَفِي جِنَانِ الْخُلْدِ يَبْقَى كَذَا ... أَوْ بَعْدَ حَشْرٍ زِيدَ فِي قَدْرِهِ
وَهَلْ لَهُ فِي الْحُورِ مِنْ زَوْجَةٍ ... يَنْكِحُهَا مَا الْقَوْلُ فِي أَمْرِهِ
وَأَمْرِ وِلْدَانٍ حَكَاهُمْ لَنَا ... رَبُّ الْعُلَا الرَّحْمَنُ فِي ذِكْرِهِ
أَمِنْ بَنِي آدَمَ أَمْ خَلْقُهُمْ ... كَالْحُورِ يَا مَنْ فَاقَ فِي دَهْرِهِ
لَكُمْ عُلُومٌ أَعْجَزَتْ مَنْ مَضَى ... وَمَنْ بَقِيَ قَدْ صَارَ فِي فِكْرِهِ
وَسَلَّمُوا أَنَّ الَّذِي نِلْتُمُو ... مِنْحَةُ رَبِّ الْعَرْشِ مِنْ سِرِّهِ
يُثِيبُكُمْ جَنَّاتِهِ مِثْلَمَا ... بَذَلْتُمُ الْإِجْهَادَ فِي نَصْرِهِ
الْجَوَابُ:
الْحَمْدُ اللَّهِ عَلَى يُسْرِهِ ... وَأَشْكُرُ الْهَادِيَ عَلَى نَشْرِهِ
الطِّفْلُ يَأْتِي مِثْلَمَا قَدْ مَضَى ... فِي خَلْقِهِ وَالْقَدْرِ فِي حَشْرِهِ