للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فِي السَّمَاوَاتِ وَسَمِعَ مِنْهُمْ مُخَاطَبَاتٍ، وَقَدْ تَقَرَّرَ أَنَّ مَا جَازَ لِلْأَنْبِيَاءِ مُعْجِزَةً جَازَ لِلْأَوْلِيَاءِ كَرَامَةً بِشَرْطِ عَدَمِ التَّحَدِّي. انْتَهَى.

وَقَالَ الشَّيْخُ سراج الدين بن الملقن فِي طَبَقَاتِ الْأَوْلِيَاءِ: قَالَ الشَّيْخُ عبد القادر الكيلاني: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَبْلَ الظُّهْرِ فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ لِمَ لَا تَتَكَلَّمُ؟ قُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ أَنَا رَجُلٌ أَعْجَمِيٌّ كَيْفَ أَتَكَلَّمُ عَلَى فُصَحَاءِ بَغْدَادَ؟ فَقَالَ: افْتَحْ فَاكَ، فَفَتَحْتُهُ، فَتَفَلَ فِيهِ سَبْعًا وَقَالَ: تَكَلَّمْ عَلَى النَّاسِ وَادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، فَصَلَّيْتُ الظُّهْرَ وَجَلَسْتُ وَحَضَرَنِي خَلْقٌ كَثِيرٌ فَارْتُجَّ عَلَيَّ، فَرَأَيْتُ عَلِيًّا قَائِمًا بِإِزَائِي فِي الْمَجْلِسِ فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ لِمَ لَا تَتَكَلَّمُ؟ قُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ قَدِ ارْتُجَّ عَلَيَّ، فَقَالَ: افْتَحْ فَاكَ، فَفَتَحْتُهُ فَتَفَلَ فِيهِ سِتًّا، فَقُلْتُ: لِمَ لَا تُكْمِلُهَا سَبْعًا؟ قَالَ: أَدَبًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ تَوَارَى عَنِّي فَقُلْتُ: غَوَّاصُ الْفِكْرِ يَغُوصُ فِي بَحْرِ الْقَلْبِ عَلَى دُرَرِ الْمَعَارِفِ فَيَسْتَخْرِجُهَا إِلَى سَاحِلِ الصَّدْرِ فَيُنَادِي عَلَيْهَا تُرْجُمَانُ اللِّسَانِ فَتَشْتَرِي بِنَفَائِسِ أَثْمَانٍ حُسْنَ الطَّاعَةِ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ، وَقَالَ أَيْضًا فِي تَرْجَمَةِ الشَّيْخِ خليفة بن موسى النهرملكي: كَانَ كَثِيرَ الرُّؤْيَةِ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقَظَةً وَمَنَامًا فَكَانَ يُقَالُ: إِنَّ أَكْثَرَ أَفْعَالِهِ مُتَلَقَّاةٌ مِنْهُ بِأَمْرٍ مِنْهُ إِمَّا يَقَظَةً وَإِمَّا مَنَامًا، وَرَآهُ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ سَبْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً، قَالَ لَهُ فِي إِحْدَاهُنَّ: يَا خليفة لَا تَضْجَرْ مِنِّي، كَثِيرٌ مِنَ الْأَوْلِيَاءِ مَاتَ بِحَسْرَةِ رُؤْيَتِي، وَقَالَ الكمال الأدفوي فِي الطَّالِعِ السَّعِيدِ فِي تَرْجَمَةِ الصفي أبي عبد الله محمد بن يحيى الأسواني نَزِيلِ أَخْمِيمَ مِنْ أَصْحَابِ أبي يحيى بن شافع: كَانَ مَشْهُورًا بِالصَّلَاحِ وَلَهُ مُكَاشَفَاتٌ وَكَرَامَاتٌ كَتَبَ عَنْهُ ابن دقيق العيد، وابن النعمان، والقطب العسقلاني، وَكَانَ يَذْكُرُ أَنَّهُ يَرَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَيَجْتَمِعُ بِهِ.

وَقَالَ الشَّيْخُ عبد الغفار بن نوح القوصي فِي كِتَابِهِ الْوَحِيدِ: مِنْ أَصْحَابِ الشَّيْخِ أبي يحيى أبو عبد الله الأسواني الْمُقِيمُ بِأَخْمِيمَ كَانَ يُخْبِرُ أَنَّهُ يَرَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي كُلِّ سَاعَةٍ حَتَّى لَا تَكَادُ سَاعَةٌ إِلَّا وَيُخْبِرُ عَنْهُ، وَقَالَ فِي الْوَحِيدِ أَيْضًا: كَانَ لِلشَّيْخِ أبي العباس المرسي وُصْلَةٌ بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا سَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ وَيُجَاوِبُهُ إِذَا تَحَدَّثَ مَعَهُ.

وَقَالَ الشَّيْخُ تاج الدين بن عطاء الله فِي لَطَائِفِ الْمِنَنِ، قَالَ رَجُلٌ لِلشَّيْخِ أبي العباس المرسي: يَا سَيِّدِي صَافِحْنِي بِكَفِّكَ هَذِهِ فَإِنَّكَ لَقِيتَ رِجَالًا وَبِلَادًا، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا صَافَحْتُ بِكَفِّي هَذِهِ إِلَّا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَقَالَ الشَّيْخُ: لَوْ حُجِبَ عَنِّي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -

<<  <  ج: ص:  >  >>