وقلده المهدي محمد بن هشام الشورى بقرطبة، وكان قبل ذلك قد استقضاه المظفر عبد الملك بن أبي عامر بطليطلة بإرشاد ابن ذكوان إليه. فعدل وعف وفارقهم مستعفيا فخلف عمله فيهم سيرة محمودة، وخرج عن قرطبة فارا من الفتنة فهلك ببلده يوم الاثنين لخمس خلون من رجب سنة إحدى وأربع مئة.
خلف بن سلمة بن سليمان بن خميس: من أهل قرطبة، يكنى أبا القاسم.
روى عن عباس بن أصبغ، وابن مفرج وغيرهما. وحدث وأخذ عنه. وكان أحد العدول وقتلته البربر يوم دخولهم قرطبة في شوال سنة ثلاثٍ وأربع مئة. ودفن بمقبرة ابن عباس.
خلف بن يحيى بن غيث الفهري: من أهل طليطلة سكن قرطبة، يكنى: أبا القاسم.
روى عن عبد الرحمن بن عيسى بن مدراج كثيرا، وعن أحمد بن مطرف، وأحمد ابن سعيد بن حزم، ومسلمة بن القاسم، وأبي بكر بن معاوية، وأبي ميمونة، وأبي إبراهيم، وابن عيشون، وابن السليم وغيرهم. وكان شيخا فاضلا خيرا عالما بما روى. وكان سكناه بالنشارين وهو إمام مسجد إليهم.
وقرأت بخط أبي القاسم بن عتاب قال: سمعت أبي يحكي أنه كان يقوم في مسجده في رمضان بتسعة أشفاع على مذهب مالك، ويخم فيه ثلاث ختمات. الأولى: ليلة عشر. والثانية: ليلة عشرين. والثالثة: ليلة تسعٍ وعشرين.
وذكره الخولاني وقال: كان رجلا صالحا فاضلا، قديم الخير والانقباض عن الناس، كثير الرواية: لقي جماعة من الشيوخ وسمع منهم وكتب عنهم.
أنا أبو محمد بن عتاب قراءة عليه غير مرة، قال: أنا أبي، قال: نا أبو القاسم