وتسعين وثلاث مائة إلى المشرق وحج رحمه حجة الفريضة عن نفسه وأتبعها خمسا وثلاثين حجة، وزار مع كل حجة زورتين فكملت له اثنتان وسبعون زورة.
ورجع إلا الأندلس في سنة ثلاثين وأربع مئة. ولحق بقرطبة يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة بقيت للحرم سنة ثلاثٍ وثلاثين وأربع مئة. فقرىء عليه مسند مسلم بن الحجاج الصحيح في نحو جمعة بجامع قرطبة في موعدين طويلين حفيلين كل يوم موعد غدوة، وموعد عشية. وخرج عن قرطبة يوم الثلاثاء لستٍ خلون لصفر بعده بنية الرباط بنواحي الغرب فتصرف في مغيبه عن قرطبة فيما خرج له إلى أن قدم قرطبة القدمة الثانية في عقب جمادى الأول سنة ستٍ وثلاثين وأربع مئة، وتصرف قليلا وبه وهن السفر واعتل في دار بعض إخوان إلى أن توفي بها ليلة السبت لأربع خلون من رجب من سنة ستٍ وثلاثين وأربع مئة. ودفن رضي الله عنه يوم السبت المذكور بالربض بقبلي قرطبة عند قبر أصبغ بن مالك رحمه الله في يوم غزير الغيث دائم المطر. وصلى عليه الحاكم أبو علي بن ذكوان.
عبد الله بن محمد بن ثوابة اللخمي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا محمد. له رحلة إلى المشرق أخذ فيها بمكة عن أبي ذر الهروي وغيره، وله سماع قديم ببلده. وتوفي لثمان بقين من شهر رمضان سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة، وقد قارب المائة. ذكره ابن خزرج.
عبد الله بن خلوف بن موسى الزواغي يعرف: بابن أبي العظام: من أهل بجانة صاحب صلاة الفريضة وأحكام الجهة بها: يكنى: أبا محمد.
كان: من أهل التلاوة والاجتهاد في العبادة من عباد الله الصالحين. توفي ليلة الخميس لثلاث عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وأربع مئة. ودفن يوم الخميس بعد صلاة العصر، وصلى عليه القاسم أبو الوليد الزبيدي.
عبد الله بن هارون الأصبحي: من أهل لاردة، يكنى: أبا محمد.