وكان له حظٌ صالح من الفقه، وأخذ عن أبي إسحاق بن الروح بونة وغيره بإشبيلية وقرطبة. ذكره ابن خزرج وروى عنه.
عبيد الله بن محمد بن مالك: من أهل قرطبة، يكنى: أبا مروان.
روى عن أبي القاسم حاتم بن محمد، وأبي عمر بن خضر، وأبي بكر بن مغيث وغيرهم. وأجاز له أبو ذر الهروي ما رواه.
وكان حافظا للمسائل والحديث، ومعاني القرآن وتفاسيره، عالما بوجوه الاختلاف بين فقهاء الأمصار والمذهب، متواضعا عفا كثير الورع مجاهدا يقيم عيشه من مويل كان له بحصن أبليه أو المهدومة من سماق وشيءٍ من عنب وتين، يصير إليها في كل عصير فيجمع ماله في تلك الصويعة ويسوقه إلى قرطبة ويبتاع به قوتاً. وكان متبذلاً في لباسه، متواضعا في أموره كلها.
أخبرني أبو طالب المرواني قال: أخبرني محمد بن فرج الفقه قال: جلست يوما إلى ابن مالك فقال لي: ما تمسك من الكتب؟ فقلت له: معاني القرآن للنحاس. فقال: افتح منه أي مكان شئت. فنشرته فنظرت في أول صفح منه فقال: أعرضني فيه فقرأه ظاهرا ما شاء من ذلك نسقا كأنما يقرأه في كفه. ثم قال لي: خذ مكأنا آخر ففعل كذلك. ثم قال لي: خذ مكأنا ثالثا ففعل مثل ذلك. فعجبت من قوة حفظه وعلمه.
ولأبي مروان بن مالك مختصر حسنٌ في الفقه حكم له فيه بالبراعة. وله كتاب ساطع البرهان في سفر قرأناه على أبي الوليد بن طريف. قال: قرأته على مؤلفه مرات. وتوفي رحمه اله يوم الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الأول من سنة ستين وأربع مئة. ودفن بمقبرة كلع. نقلت بعض خبره ووفاته من خط المرواني.