فاضل، له رواية بالمشرق والأندلس، وقدمه القاضي أبو المطرف بن بشر إلى الشورى فلم يلتفت إلى ذلك ولا اشتغل به. واستحضره للمشاورة مع من كان يشاور حينئذ فأبى واعتذر وانصرف، وكان يقرىء القرآن رحمه الله.
وقرأت بخط أبي عمر بن مهدي المقرىء قال: كان القنازعي رحمه الله من أهل العلم بالحديث والفقه، متكلما على الموطأ، مجودا للقرآن. وكان يقرىء به مع زهده ورفضه للدنيا، وشدة ورعه، توفي ليلة الخميس آخر الليل في رجب لاثنتي عشرة ليلة بقيت منه سنة ثلاث عشرة وأربع مئة. ودفن عشية يوم الخميس بمقبرة ابن عباس على قرب من يحيى بن يحيى، وصلى عليه القاضي عبد الرحمن بن بشر وكان لجنازته حفل عظيم نفعه الله بذلك. قال غيره ومولده سنة إحدى وأربعين وثلاث مائة.
عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد الحضرمي الأديب المعروف: بابن شبراق: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا القاسم.
روى عن أبي محمد الباجي وغيره، وذكره الخولاني وقال: كان نبيلا، شاعرا مفلقا، وصحبته وأنشدني كثيراً من أشعاره، وأجاز لي جميع ما رواه، والكتاب الذي ألفه في الأخبار والغرائب.
وذكره الحميدي وقال: يكنى: أبا المطرف. وكان أبو محمد - يعني ابن حزم - يقول: ابن شبلاق باللام. ومنهم من يقول: شبراق بالراء، أديب شاعر مشهورٌ كثير الشعر قديم. كان في
أيام محمد بن أبي عامر وله مع أبي عمر يوسف بن هارون الرمادي مخاطبات بالشعر. عمر طويلا وعاش إلى دولة بني حمود.
حدثني أبو محمد بن حزم، قال: حدثني قاسم بن محمد، قال: حدثني ابن شبلاق