وذكره الحميدي فقال: كان فاضلا، عاقلا. قرأت عليه كثيرا وكتبت عنه وأنشدني:
إذا ما عدوك يوما سما ... إلى حالةٍ لم تطق نقضها
فقبل ولا تأنفن كفه ... إذا أنت لم تستطع عضها
وقرأت بخط القاضي أبي على الصدفي شيخنا رحمه الله وقد ذكر أبا عمرو السفاقسي حكى عنه أنه قال: بعث إلي شعراء القيروان حين مقامي بها وهم: ابن رشيق، وابن شرف، وابن حجاج، وعبد الله العطار، يسألوني أن أرسل إليهم شعري. فقلت للرسول: أنه في مسوداته. فقال كما هو. فأخذته وكتبت عليه ارتجالا ثم بعثت به:
خطبت بناتي فأرسلتهن إليك ... عواطل من كل زينه
لتعلم أني ممن يجود ... بمحض الوداد ويشنا ضنينه
فقل كيف كان ثناء الجليس ... أضمخ بالمسك أم صب طينه
فأجابوني عن بطءٍ بهذه الأبيات:
أتتنا بناتك يرفلن في ثياب ... من الوشي يفتن زينه
فلما سفرن فضحن الشموس ... وسرب الظباء وأخجلن عينه
فلما نطقن سحرن العقول ... وظل القرين ينادي قرينه
أفي بابل نحن أم في العراق ... وفوق البسيطة أم في سفينة
فدعني أرقب صحو الجميع ... لنسمع من كل مدحٍ عيونه
وقرأت على أبي محمد بن عتاب غير مرة قال: أخبرني أبو عمرو وكتبه لي بخطه قال أنشدني أبو نعيم الحافظ قال: أنشدني أبو محمد الجابري قال: أنشدني ابن المعتز لنفسه: