هذا العام. فقلنا له: ولم يرحمك الله؟ فقال: رأيت البارحة في منامي منشدا ينشدني:
اغتنموا البر بشيخ ثوى ... ترحمه السوقة والصيد
قد ختم العمر بعيد مضى ... ليس له من بعده عيد
قال: فتوفي في ذلك العام.
قال حاتم بن محمد: توفي رحمة الله سنة تسعٍ وعشرين وأربع مائة. زاد غيره في ذي الحجة. قال أبو عمرو: وكان مولده سنة أربعين وثلاث مائة.
أحمد بن محمد بن إسماعيل بن سعيد القيسي، يعرف: بالسبتي. سكنها أي سبتة وأصله من إشبيلية، يكنى أبا بكر.
رحل إلى سبتة سنة سبعين وثلاث مائة، وحج بعد سنة سبعين مع القاضي أبي عبد الله بن الحذاء وغيره، وسمع بالمشرق: من أبي محمد بن أبي زيد، والداودي، وابن خيران، وعطية بن سعيد وغيرهم. وسمع بقرطبة: من ابن مفرج القاضي وغيره. وبإشبيلية من أهلها.
وكان: من أهل الزهد والانقباض، والعناية بالعلم. ثم عاد إلى إشبيلية فسكنها ورحل إلى سبتة وتوفي بها سنة تسعٍ وعشرين وأربع مائة. وله ثمانون سنة ذكره ابن خزرج.
أحمد بن محمد بن سعيد الأموي: من أهل قرطبة، يكنى أبا عمر، ويعرف: بابن الفراء.
روى بقرطبة: عن أبي عمر الإشبيلي، وابن العطار، والقنازعي. قرأ عليه القرآن بقراءآت وعلى غيره. وخرج في أول الفتنة فسكن إشبيلية وسمع بها من سلمة بن سعيد الأستجي وغيره. وكان: من أهل الخير والفضل، وكان بغسل الموتى.