وهو أن تكون الألفاظ متساوية في الوزن مختلفة في التركيب بحرف واحد لا غير. فإن زاد على ذلك خرج من باب التجنيس وهذا القسم دون الذي مثله في المنزلة. فمن ذلك قوله تعالى:(وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة).
ألا ترى أن وزن هاتين اللفظين واحد، وأما تركيبها فانه مختلف؛ لأن تركيب (ناضرة) من النون والضاد والراء، وتركيب (ناظرة) من النون والظاء والراء: وكذلك قوله تعالى: (ذلك بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون).
وقال تعالى:(وإنه على ذلك لشهيد وإنه لحب الخير لشديد).
وعلى نحو من هذا ورد قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو (الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة). وقال أبو تمام:
يمدّون من أيد عواِص عواصم ... تصول بأسياف قواض قواضب
وقال البحتري:
من كل ساجي الطرف أغيد أجيدٍ ... ومهفهفِ الكشحين أحوى أحور
وقال بعضهم (لا تنال المكارم إلا بالمكاره). وأشباه ذلك كثيرة لا تحصى.