(الخامس) أن تكون مصغرة في موضع يعبر بها عن شيء لطيف، أو خفي، أو نحو ذلك.
(السادس) أن تكون مؤلفة من أقل الأوزان تركيباً. وقد ذكر أبو محمد بن سنان الخفاجي قسماً آخر فقال:(ينبغي أن تكون الكلمة جارية على العرف العربي الصحيح، غير شاذة). وليس هذا معتبراً في جودة اللفظة ولا في رداءتها، لأن شذوذ لا يوجب لها حسناً ولا قبحاً، وإنما المعنى بقولهم: إن هذه الكلمة شاذة أي أنها لم تنقل إلا عن واحد فقط، فلا يوثق بها ولا يركن إليها، سواء كانت حسنة أو قبيحة. فاعرف ذلك.
وأما الذي ابتكرناه نحن فتوع واحد وهو أن تكون الكلمة مبنية من حركات خفيفة. ولنرجع إلى ذكر الستة الأنواع، التي وصلت إلينا من علماء هذه الصناعة، وتحقيق القول فيها، فتقول:
اعلم إنه ليس لهم فيها إلا السبق بذكرها فقط، وإما علة كل نوع منها، والسبب الذي ذكره لأجله فأنا لم نأخذه (عنهم)، وإنما استنبطناه نحن دونهم. وذلك أنا لم نقف لهم في ذلك على قول شاف، ولا كلام محرر. بل جل أمرهم أن ذكروا هذه الأنواع الستة ثم مثلوا كل نوع منها بمثال، كما فعل أبو محمد بن سنان الخفاجي، وهو من الأئمة المشاهير في هذا العلم، وكذلك فعل غيره ممن تقدمه كقدامة بن جعفر الكاتب، والآمدي، والجاحظ وغيرهم. وكتبهم التي صنفوها في هذا الفن شاهدة بما ذكرناه عنهم من إجمال القول، والاقتناع بالأمثلة.