الأول: في الكلام على الألفاظ المفردة، والفرق بين الجبر
منها والرديء
واعلم أن صاحب كتاب (سر الفصاحة) وغيره من أرباب هذه الصناعة قد أوردوا في كتبهم من ذلك أشياء حسنة، ونبهوا على نكت مستملحة، غير أنا لما أمعنا النظر فيما قالوه، وتصفحنا مطاوي ما ذكروه، وقع لنا فيه زيادة مبتكرة، وقول مستغرب، ولنورد هاهنا، ما وصل إلينا عن علماء هذه الصناعة، وما ابتكرناه نحن فنقول: الأوصاف التي توجد في اللفظة الواحدة، وتستحق بها مزية الحسن والجودة، سبعة أنواع، فأما الذي وصل إلينا منها فستة أنواع:
(الأول) تباعد مخارج الحروف.
(الثاني) أن لا تكون الكلمة وحشية ولا متوعرة.
(الثالث) أن لا تكون الكلمة مبتذلة بين العامة.
(الرابع) أن لا تكون عبر بها عن معنى يكره ذكره، فإذا أوردت، وهي غير مقصود