وذلك أن يجمع المؤلف بين كلمتين: إحداها كالتبع للأخرى والجنيبة، كقول بعضهم:
أبا العباس لا تحسبْ لساني ... لشيء من حُلي الأشعار عاري
فلي طبع كسلسالٍ معينٍ ... زلال من ذرى الأحجار جاري
وهذا القسم له رونق وطلاوة، فاعرفه.
القسم السابع
من النوع الثاني من التجنيس
وهو ما تساوى وزنه وتركيبه، غير أن حروفه تتقدم وتتأخر، وذلك كقول أبي تمام:
بيض الصفائح لا سودُ الصحائف في ... مُتونِهُنَّ جلاء الشك والريِّبِ
وأمثال هذا كثيرة، فاعرفه.
النوع الثالث من الباب الثاني
في الترصيع
وهو نوع من علم البيان وعر المسلك قلما يختلُ المؤلف بشرك فكره أوابد ألفاظه، وأصله من (ترصيع العقد) وذلك أن يكون في إحدى جانبي العقد من اللآلئ والجواهر مثل ما في الجانب الآخر، ولذلك جعل هذا في الكلام، وهو أن يكون كل لفظة من ألفاظ الفصل الأول مساوية لكل لفظة من ألفاظ الفصل الثاني في الوزن والقافية، وهذا هو أعلى درجات الترصيع وأصعبها مراماً. وأعلم أن علماء هذه الصناعة قد جعلوا الترصيع منقسماً إلى قسمين:
أحدهما ما ذكرناه، والآخر أن يكون أحد ألفاظ الفصل الأول مخالفاً لما يوازنه من ألفاظ