هذا فيقول (ضربت زيداً جانب وجهه الأيمن). فإذا عرف التوكيد ثم وقع (في) الكلام نحو (نفسه وعينه وكله وأجمع) وما جرى هذا المجرى تحقق منه حال سعة المجاز في هذا الباب. ألا تراك تقول: قطع
الأمير اللص. ارتفع المجاز من جهة الفعل وصرت فيه إلى الحقيقة، لكن يبقى عليك التجوز من جهة أخرى وهو قولك (اللص) وإنما لعله قطع يده أو رجله، فإذا احتطت في ذلك قلت (قطع الأمير نفسه يد اللص أو رجله). وكذلك جاء جميع الجنس، فوقوع التوكيد في هذه اللغة أقوى دليل على شيوع المجاز فيها واشتماله عليها، حتى إن علماء العربية جعلوا له باباً مفرداً، لعنايتهم به، وكونه مما تمس الحاجة إليه، وأنه لا ينبغي إن يضاع مثله ولا يهمل، كما أنهم جعلوا لكل معنى أهمهم باباً مفرداً، كالصفة: والعطف، والإضافة، وغير ذلك فاعرفه.