للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسر المسألة:

أن الرضا بالله يستلزم الرضا بأسمائه وصفاته، وأفعاله وأحكامه، ولا يستلزم الرضا بمفعولاته كلها.

بل حقيقة العبودية أن يوافق العبد ربه في رضاه وسخطه، فيرضى بما يرضى به ربه، ويسخط ما سخط ربه منها.

قال الله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (٦٥)} [النساء: ٦٥].

- أقسام الإرادة:

أفعال العباد أربعة أقسام:

الأول: ما تعلقت به الإرادة الكونية، والإرادة الشرعية، وهو ما وقع في الوجود من الأعمال الصالحة .. فالله أرادها إرادة كون فوقعت .. وأرادها إرادة دين

وشرع فأحبها ورضيها وأمر بها.

الثاني: ما تعلقت به الإرادة الشرعية فقط، وهو ما أمر الله به من الأعمال الصالحة، فأطاع ذلك الأمر المؤمنون، وعصى ذلك الأمر الكافرون.

فهذه يحبها الله ويرضاها، لكنها قد يقع مرادها، وقد لا يقع.

الثالث: ما تعلقت به الإرادة الكونية فقط، وهو ما قدره الله وشاءه من الحوادث والأحوال التي لم يأمر بها ولم يحبها كالمعاصي، فلولا مشيئة الله وإرادته لم تكن؛ لأن الله خالق كل شيء، ومن ذلك العباد وأفعالهم.

الرابع: ما لم تتعلق به الإرادة الكونية والشرعية.

فهذا ما لم يكن من أنواع المباحات والمعاصي.

<<  <  ج: ص:  >  >>