فهؤلاء هم المجاهدون في سبيل الله:
الأمراء المتقون بأيديهم .. والعلماء الربانيون بألسنتهم.
والأمراء يرجعون إلى العلماء الربانيون فيما أشكل عليهم، فعاد الأمر إلى فضل العلم والعلماء، وأنهم أئمة الناس الذين يقتدى بهم، ويهتدي بسببهم الضال، ويُشفى العليل، ويتعلم الجاهل.
وهذا النور الذي أضاء على الناس منهم هو نور الإيمان والعلم والمعرفة.
١ - قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (٥٩)} [النساء: ٥٩].
٢ - وقال الله تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (٨٣)} [النساء: ٨٣].
- أقسام العلماء من حيث المنفعة:
العلماء ثلاثة أقسام:
الأول: عالم استنار بنور الإيمان والعلم، واستنار بذلك الناس منه.
فهذا من خلفاء الرسل، وورثة الأنبياء، وبسطته للناس رحمة لهم.
الثاني: عالم استنار بنور علمه، ولم يستنر به غيره.
فهذا إن لم يفرط كان نفعه قاصراً على نفسه, وبينه وبين الأول ما بينهما.
الثالث: عالم لم يستنر بنور علمه، ولم يستنر به غيره.
فهذا علمه وبال عليه، وبسطته للناس فتنة لهم، ومن يرد الله فتنته فلا حيلة