فيه، ولا يزيده كثرة العلم إلا حيرة وضلالاً وطغياناً، والله أعلم حيث يجعل رسالته: {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٤١)} [المائدة: ٤١].
- أقسام الناس من حيث العلم والعمل:
الناس في العلم والعمل أربعة أصناف:
الأول: من رزقه الله علماً وعملاً:
وهؤلاء خلاصة الخلق، وأئمة هذا الصنف الأنبياء والرسل، وهم في ذلك درجات، ثم يليهم أتباعهم من الصديقين والشهداء والصالحين، وهم في ذلك درجات.
الثاني: من حُرم العلم والعمل:
وهذا الصنف شر البرية، وهم الصم البكم العمي الذين لا يعقلون، وجلهم أمثال البهائم والحمير والسباع.
الثالث: من فُتح له باب العلم، وأُغلق عنه باب العمل:
فهذا في رتبة الجاهل أو شر منه، وما زاده العلم إلا وبالاً وعذاباً.
الرابع: من رزقه الله حظاً من الإرادة والعمل، ولكن قل نصيبه من العلم:
فهذا له نصيب من الخير، وإذا عرف فضل العلم أقبل عليه، وحسن عمله.
ونور العلم لم يُحجب عن القلوب لمنعٍ من جهة المنعم سبحانه، ولكنه حُجب لخبث وشغل من جهة القلوب، فالقلوب المملؤة بالماء لا يدخلها الهواء، والقلوب المشغولة بغير الله لا تدخلها المعرفة بجلال الله.