للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- قوة العلم والعمل:

الناس من حيث القوة العلمية والعملية قسمان:

الأول: من تكون له القوة العلمية الكاشفة، ويكون ضعيفاً في القوة العملية، يبصر الحقائق ولا يعمل بموجبها، ويرى سبل المهالك ولا يتوقاها، فهو أعمى البصر عند ورود الشهوات، فهو فقيه ما لم يحضر العمل، فإذا حضر العمل شارك الجهال في التخلف، وفارقهم في العلم.

وهذا هو الغالب على أكثر النفوس المشتغلة بالعلم، إذ قد يكون لها مقاصد غير وجه الله تحرمها ثمرة العلم، وهو العمل بموجبه، والمعصوم من عصمه الله.

الثاني: من تكون له القوة العملية، وتكون أغلب القوتين عليه، ويكون ضعيف القوة العلمية، فهو أعمى البصر عند ورود الشبهات.

فداء هذا من جهله .. وداء الأول من فساد إرادته.

وهذا حال أكثر السالكين على غير طريق العلم.

فهؤلاء كلهم عمي عن ربهم، وعمي عن شريعته.

ومن كملت له هاتان القوتان استقام له سيره إلى الله عز وجل، وحصلت له السعادة في الدنيا والآخرة.

واستكمال القوة العلمية يكون بمعرفة فاطره وبارئه .. ومعرفة أسماء الله وصفاته .. ومعرفة الطريق الموصلة إليه .. ومعرفة نفسه وآفاتها.

واستكمال القوة العملية يكون بأداء حقوق الله وأوامره صدقاً، وإخلاصاً، ومتابعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>