وأحسن ما ركَّبه الله في العقول والفطر حُسْن التوحيد والإيمان .. وأحسن ما ركبه في النفوس حُسْن الخُلُق .. وأحسن ما ركبه في الألسنة قول الحق والدعوة إليه.
فما أجمل القلوب إذا تزينت بالتوحيد والإيمان، وما أحسن الأجساد إذا تزينت بالسُّنن، وما أجمل النفوس إذا تزينت بالأخلاق، وما أجمل الحياة إذا كسيت بحلل الدين وجواهر الآداب.
والقرآن الكريم فيه تبيان كل شيء، والسنة النبوية فيها تفصيل كل شيء، وسيرة الأنبياء والرسل مملوءة بأحسن الأخلاق والآداب والسنن.
وحياة الصحابة والتابعين، وسجل العلماء والدعاة والمصلحين، كل ذلك حافل بكل ما لذ وطاب من العلوم النافعة، والأخلاق الحسنة، وأفضل العبادات، وأحسن المعاملات، وأجمل المعاشرات، وأعظم التضحيات، مع كمال الإيمان والتقوى، والأسوة الحسنة، والصدق في القول والعمل.
وأحسن أحوال العبد أن يكون كاملاً بنفسه مكملاً لغيره .. صالحاً في نفسه مصلحاً لغيره .. حَسَن الخُلُق مع ربه وخَلْقِه .. مطيعاً لله ورسوله.
فهو يجني الأرباح من جميع الأقطار، ويكسب الأجور من جميع الأبواب: له أسهم في العبادة .. وأسهم في العلم .. وأسهم في الدعوة .. وأسهم في حُسْن الخُلُق .. وأسهم في الإنفاق .. وأسهم في الجهاد .. وأسهم في الذكر .. وأسهم في الشكر .. وأسهم في الصبر. فهو نائب النبي - صلى الله عليه وسلم - في أمته، وخليفته من بعده في زمنه.
فهذا الذي أُدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه، جمع المجد من أطرافه،