للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأن تحديد الوقت والحال والعدد مقصود من الحكيم العليم.

والأذكار عبادة من العبادات فلا يدخلها القياس، فلا يقال بعد النافلة ما يقال بعد الفريضة من الأذكار، ولا يجوز التعبد إلا بذكر مشروع ثابت في القرآن والسنة أو في أحدهما، فلا يشرع العمل بالذكر المجرب إذا لم يكن له أصل؛ لأن الذكر من الدين، والدين لا يثبت بالتجربة؛ بل بالنص، والأذكار الشرعية تقال في السفر كما تقال في الحضر.

فليحرص المسلم على المحافظة على جميع الأذكار المطلقة والمقيدة، والإكثار من ذكر الله عز وجل في جميع الأوقات والأحوال.

فذكر الله سبحانه يثمر المعرفة، ويهيج المحبة، ويثير الحياء، وينشط للعمل، ويولِّد الخوف، ويبعث الرجاء، ويسكب الطمأنينة: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (٢٨)} [الرعد:٢٨].

· صفة الذكر والدعاء:

ذكر الله تعالى ثلاث درجات:

الأولى: ذكر الله بالقلب واللسان، وهذه أعلى الدرجات.

الثانية: ذكر الله بالقلب فقط، وهي الدرجة الثانية.

الثالثة: ذكر الله باللسان فقط، وهي الدرجة الثالثة.

والأصل في الذكر والدعاء هو الإسرار، والجهر في الذكر والدعاء استثناء لا يكون إلا بما ورد به الشرع كما سبق.

١ - قال الله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ

بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (٢٠٥)} [الأعراف:٢٠٥].

<<  <  ج: ص:  >  >>