الدعاء من أقوى الأسباب في حصول المطلوب، ودفع المكروه.
وقد يتخلف عن الدعاء أثره لما يلي:
إما لضعف القلب وعدم إقباله على الله تعالى وقت الدعاء.
وإما لضعفه في نفسه، بأن يكون دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان.
وإما لوجود المانع من الإجابة من أكل الحرام، والملبس الحرام، وضعف اليقين، واستيلاء الغفلة، والظلم والعدوان، وتراكم الذنوب على القلب.
وإما استعجال الإجابة، وترك الدعاء.
وربما منعه الله في الدنيا ليعطيه في الآخرة أعظم منه.
وربما منعه وصرف عنه من الشر مثله.
وربما كان في حصول المطلوب زيادة إثم، فكان المنع أولى.
وربما منعه لئلا ينشغل به عن ربه فلا يسأله ولا يقف ببابه.
- فقه إجابة الدعاء:
كل من دعا الله أجابه، وليس كل من أجاب الله دعاءه يكون راضياً عنه، أو محباً له، أو راضياً بفعله، فالله سبحانه مالك كل شيء، وعنده خزائن كل شيء، يسأله من في السماوات ومن في الأرض، يسأله المؤمن والكافر .. والبَرّ والفاجر .. والمطيع والعاصي.
وكثير من الناس يدعو دعاءً يعتدي فيه، فيحصل له ذلك أو بعضه، فيظن أن عمله صالح مرضي لله، ويرى أن الله لرضاه عنه يسارع له في الخيرات، فهذا من المغرورين الذين قال الله عنهم: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (٥٥)