للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ (٥٦)} [المؤمنون:٥٥ - ٥٦].

بل هو استدراج كما قال سبحانه: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (٤٤)} [الأنعام:٤٤].

فالدعاء له حالتان:

١ - إما أن يكون عبادة يثاب عليها الداعي كسؤال الله الإعانة والمغفرة ونحوهما.

٢ - أو يكون مسألة تقضى به حاجته، ويكون مضرة عليه، تنقص به درجته، ويقضي الله حاجته، ويعاقبه على ما أضاع من حقوقه، وتجاوز حدوده.

- شروط الدعاء:

الدعاء بمنزلة السلاح، والسلاح بضاربه لا بحده فقط.

فمتى كان السلاح تاماً لا آفة به .. والساعد ساعداً قوياً .. والمانع مفقوداً، حصلت به النكاية في العدو.

ومتى تخلفت الثلاثة أو واحد منها تخلف الأثر.

والدعاء سلاح المؤمن، ينفع مما نزل ومما لم ينزل.

وبقدر قوة اليقين على الله، والاستقامة على أوامره، وبذل الجهد لإعلاء كلمة الله، تكون إجابة الدعاء بما هو أصلح للعبد.

وإذا حصل الدعاء بشروطه:

فالله إما أن يعطي السائل حالاً .. أو يؤخره ليُكثر السائل من البكاء والتضرع .. أو يعطيه الله شيئاً آخر أنفع له من سؤاله .. أو يرفع به عنه بلاءً .. أو يؤخره إلى يوم القيامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>