أما فمه عليه الصلاة والسلام فقد كان كبيراً، وجاء في الروايات أنه كان ضليع الفم، وهو أمر تحمده العرب للرجل؛ لأنه يدل عندهم على البلاغة والفصاحة، وكانوا لا يرون صغر الفم أمراً محموداً لمن أراد البلاغة والفصاحة، كما كان صلى الله عليه وسلم.
وجاء في وصفه أنه أشنب، والأشنب ليس له علاقة بالشنب، وإنما الأشنب هو الذي أسنانه دقيقة منتظمة، وقد سئل رؤبة بن العجاج أحد شعراء العرب عن معنى كلمة (أشنب)؛ لأن كلمة (أشنب) ترد في الشعر العربي في الغزل كثيراً، فأخرج رمانة -والرمان حبه مصفوف- فقال: هذا هو الأشنب.
والمقصود من هذا أنه كان صلى الله عليه وسلم حسن الفم دقيق الأسنان منتظمة أسنانه انتظاماً عظيماً؛ لأن ذلك هو خلقة الله لخير الثقلين صلوات الله وسلامه عليه.