أما عمر بن الخطاب فهو من بني عدي، وولي الخلافة بعهد من أبي بكر، فـ أبو بكر كتب كتاباً قبل أن يموت: هذا ما كتبه عبد الله بن أبي قحافة في آخر يوم له في الدنيا وأول يوم له في الآخرة، في ساعة يؤمن فيها الكافر ويتقي فيها الفاجر؛ أنني أعهد إليكم بـ عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا، فإن أبر وعدل فذلك ظني به، وإن لم يعدل فليس لي علم بالغيب:{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}[الشعراء:٢٢٧].
فهذه وصية أبي بكر التي عهد بها إلى عمر، واسم أم عمر: حنتمة، وقلنا: إن اسمها حنتمة لأنه سيأتي أن بعض الصحابة يقول عن عمر: ابن حنتمة؛ من باب المبالغة في المدح، وأكثر من نقل عنه هذا القول عمرو بن العاص، فقد كان عمرو بن العاص شديد الإعجاب بـ عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، فكان يقول: أي رجل كان ابن حنتمة.
وقال: من أراد أن ينظر إلى أفضل رجل أقلته الغبراء وأظلته الخضراء فلينظر إلى ابن حنتمة، فكان معجباً بسياسة عمر رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وعمر قلنا: إنه هو وأبو بكر أفضل الأمة، ويطلق عليهما العمران، فلماذا يطلق عليهما العمران؟ أبو بكر اسم مركب مضاف ومضاف إليه، وعمر اسم فرد، فتثنية المفرد ليست كتثنية الاسم المركب، فقالوا: العمران، ولا يعني هذا أن عمر أفضل، ولا يعني أن عمر أكبر، ولكن لأن تثنية الاسم المفرد أهون من تثنية الاسم المركب.
ويقولون عن الحسن والحسين الحسنان، وهذه لها علة أخرى، ويقولون: المكتان، ويعنون: مكة والمدينة؛ لأن مكة أفضل من المدينة، ويقولون: القمران، ويقصدون: الشمس والقمر، ولم يقولوا الشمسان؛ لأن القمر مذكر والشمس مؤنث، فاختاروا المذكر على المؤنث فقالوا: القمران.
والخوارج قالوا لـ عثمان: أعطنا سنة العمرين، يقصدون: أبا بكر وعمر.
فـ عمر رضي الله تعالى عنه قال عنه صلى الله عليه وسلم:(لم أر عبقرياً يفري فريه).