وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث، وهي من سبي بني المصطلق، وكانت امرأة حلوة ملاحة، تقول عائشة: لا يراها أحد إلا أخذت بقلبه، ويعجب بها، تقول عائشة: فلما رأيتها: أبغضتها، وهذه عادة بين النساء، وعائشة رضي الله عنها صحيحة نفسياً ما في شيء تخفيه، بل تقول كل شيء بوضوح، وتقول: إنها كانت امرأة صوامة قوامة برة، لكن مع ذلك تقول: أول ما رأيتها أبغضتها؛ لما كان عليها من الملاحة، فلا يراها أحد إلا أعجبته، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله أن يعينها في مكاتبة وقعت في الأسر، والمكاتبة أن تدفع مالاً لمن أسرها فتصبح طليقة، فعرض عليها النبي صلى الله عليه وسلم أن يعينها ويؤدي كتابها عنها ثم يتزوجها، فوافقت ورضيت، وهذا من إكرام الله لها، ولما وافقت قال الناس: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فتركوا ما في أيديهم من السبي، تقول عائشة: فما رأيت امرأة أعظم بركة على قومها منها رضي الله عنها وأرضاها.
وأما أبوها الحارث فإنه أسلم وجعله النبي عليه الصلاة والسلام على صدقات قومه.