وكان صلى الله عليه وسلم أزهر وكان أبيض غير أمهق، وكان مشرباً بحمرة، وبيان ذلك أن الإنسان يظهر بعض بدنه للشمس والرياح، وبعض بدنه يكون مستوراً بالثوب، فبعض بدنه -كوجهه وكفيه- يتعرض للشمس والرياح، وبعض جسده مستور، والأمهق هو الأبيض الذي بياضه غير محمود، وهو بياض أقرب إلى المرض المعروف.
فلم يكن صلى الله عليه وسلم بياضه بياض الأمهق.
وأما المشرب بحمرة فهو البياض فيما هو ظاهر للناس، أي أن وجهه ويديه بيضاوان مشربان بحمرة، وأما أنه أزهر فمعناه أنه أبيض ذو نور، وهو ما كان داخل البدن، أي: أبيض ذو نور البدن غير الظاهر للناس، وهي الذي لا يظهر إلا في بعض الأحيان، كما جاء في الحديث أنه لما كان في غزوة تبوك خرج يصلي بالناس، يقول الراوي: فكأني أنظر إلى وبيص ساقيه صلى الله عليه وسلم.
أي: نور ساقيه صلوات الله وسلامه عليه، فهذا ما يتعلق بلونه عليه الصلاة والسلام.