ومنهن امرأة يقال لها عاتكة، وقد اختلف في أنها أسلمت أو لم تسلم، وهذه عاتكة هي التي رأت الرؤيا قبل معركة بدر، فقد رأت في مكة أن صخرة كبيرة انفلقت عند جبال مكة، ثم تناثرت حجارها على كل بيت في قريش، ثم سمعت منادياً ينادي يقول: يا آل بدر انصرفوا إلى مصارعكم، فلما أصبح الناس يتحدثون بهذه القصة كان أبو جهل مازال حياً؛ لأن هذا قبل موقعة بدر، وكان بنو مخزوم أحد أنداد بني هاشم، فبنو مخزوم أندار لبني هاشم، فالنزاع الذي كان ما بين أبي جهل وبين النبي صلى الله عليه وسلم بالنسبة لـ أبي جهل كان نزاع أقران وتنافس أقران من جهة أبي جهل نفسه، فلما بلغته هذه الرؤيا دخل على العباس، ودخل على بني هاشم وقال: يا بني عبد المطلب أما كفاكم أن يتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم؟! والله لا يتحدثن أحد بهذه الرؤيا إلا فعلت وفعلت وفعلت، فصدق الله رؤيا عاتكة وجاء المنادي ينادي ويستغيث بالقرشيين حتى ينقذوا العير، ثم خرج الناس كما وقع في الرؤيا، ومن لم يخرج أخرج بدلاً منه، فخرجوا كلهم كما قال في الرؤيا: يا آل بدر انصرفوا لمصارعكم، وخرجوا جميعاً إلى بدر، فكان ما كان من أمر بدر، وأصيبت قريش في قتلاها، وهذا كله مر معنا في غزوة بدر، لكن تكلمنا عنه من باب الحديث عن عاتكة التي اختلف في إسلامها.
وأما أكثر عماته صلى الله عليه وسلم وهن أربع فلم يدركن بعثته صلواته الله وسلامه عليه.