ثم خرج صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إلى حنين جهة الطائف، فلما خرج إلى حنين مر على شجرة كان القرشيون وأهل الجاهلية يعبدونها، فكانوا يعلقون بها بعض أمورهم معتقدين فيها، فقال من معهم ممن هو حديث عهد بالإسلام: يا نبي الله! اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط.
فقال عليه الصلاة والسلام:(الله أكبر؛ إنها السنن، لقد قلتم كما قال أصحاب موسى لموسى:{اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ}[الأعراف:١٣٨])، ثم أتى حنين صلى الله عليه وسلم، وغلب المسلمون أولاً، ثم أخذها أبو سفيان بن الحارث، والقلوب بين يدي الله يقلبها كيف يشاء، فـ أبو سفيان بن الحارث كان طوال دهره يهجو النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ابن عمه، فـ الحارث أحد أعمام النبي صلى الله عليه وسلم من أبناء عبد المطلب، وسيأتي الحديث عن أعمام الرسول.
فالمهم أن أبا سفيان هذا هو الذي قال له حسان رضي الله تعالى عنه: أتهجوه ولست له بكفءٍ فشركما لخيركما الفداء فأخذ أبو سفيان بزمام ناقة النبي عليه الصلاة والسلام، والرسول واقف على ناقته ويقول:(أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب)، ثم نادى: يا أصحاب السمرة يا أصحاب الشجرة.
حتى اجتمعوا رضي الله عنهم وأرضاهم، ونصر الله جل وعلا جنده المؤمنين.
ثم حاصر النبي عليه الصلاة والسلام الطائف، فاستعصت عليه فقفل راجعاً بعد أن استشار بعض الناس، ثم قال:(اللهم اهد ثقيفاً وائت بهم)، ورجع صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.