وقد وقع عند مسلم في الصحيح من حديث عكرمة بن عمار عن أبي زميل عن ابن عباس:(أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه أبو سفيان فقال له: إنني أريد منك ثلاثة أمور: أن تتزوج ابنتي أم حبيبة أيم العرب، وأن تولي ابني معاوية، وأن تجعلني أقاتل أهل الشرك كما كنت أقاتل أهل الإسلام)، لكن هذا الحديث وإن كان عند مسلم في الصحيح إلا أنه لا يعقل تطبيقه على السيرة؛ لاتفاق أهل السير أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم حبيبة في السنة السابعة وليس بعد إسلام أبي سفيان، وأبو سفيان تأخر إسلامه إلى عام الفتح، ولهذا اختلف العلماء في هذا الحديث رغم أنه عند مسلم في الصحيح، فجزم أبو محمد بن حزم رحمة الله تعالى عليه العلامة المعروف أن هذا كذب موضوع وضعه عكرمة بن عمار على ابن عباس.
وبعض العلماء قال: هذا وهم، والمقطوع به عند العلماء أن الحديث لا يمكن أن يصح وإن كان عند مسلم في الصحيح، وذلك لأمور عدة منها: أن أم حبيبة ثبت بإجماع الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها قبل إسلام أبي سفيان.