وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيي بن أخطب من ولد هارون بن عمران أخي موسى.
هذه قد مرت معنا، وأبوها زعيم اليهود حيي بن أخطب، وقدر الله لها أن يخرجها من تلك الملة ويدخلها في ملة الإسلام، وأن يجعلها زوجة نبينا صلى الله عليه وسلم، وقد قال ابن القيم وغيره: إنها كانت من أجمل نساء العالمين، ولعل الله يفتح لكم القدس فتأخذون السبي، وتحيون السنة وتتزوجون من اليهود بعد أن تعتقوهن كما فعل نبيكم صلى الله عليه وسلم.
هذه المرأة تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وكانت من ولد هارون، فعيرتها إحدى أمهات المؤمنين ذات مرة قائلة: يا يهودية! فقال صلى الله عليه وسلم: (ولماذا تعيرك؟ والله إنك لابنة نبي -يقصد هارون-، وعمك نبي يقصد موسى، وإنك لتحت نبي يقصد نفسه صلى الله عليه وسلم)، وأغضبتها إحدى أمهات المؤمنين، فهجرها النبي عليه الصلاة والسلام ثلاث ليال لا يكلمها؛ إكراماً لـ صفية رضي الله تعالى عنها وأرضاها.