للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يبْق من جلّ هَذَا النَّاس بَاقِيَة ... ينالها الْوَهم الا هَذِه الصُّور وَقَالَ الاخر

لَا تخدعنك اللحاء والصور ... تِسْعَة اعشار من ترى بقر فِي شجر السدر مِنْهُم مثل ... لَهَا رواء وَمَا لَهَا ثَمَر واحسن من هَذَا كُله قَوْله تَعَالَى وَإِذا رَأَيْتهمْ تعجبك اجسامهم وان يَقُولُوا تسمع لقَولهم كَأَنَّهُمْ خشب مُسندَة عالمهم كَمَا قيل فِيهِ:

زوامل للأسفار لَا علم عِنْدهم ... يجيدها الا كعلم الاباعر لعمرك مَا يدْرِي الْبَعِير إِذا غَدا ... باوساقه اَوْ رَاح مَا فِي الغرائر واحسن من هَذَا وابلغ واوجز وافصح قَوْله تَعَالَى كَمثل الْحمار يحمل اسفارا بئس مثل الْقَوْم الَّذين كذبُوا بآيَات الله وَالله لَا يهدي الْقَوْم الظَّالِمين الضَّرْب الثَّالِث من فتح لَهُ بَاب الْعلم وأغلق عَنهُ بَاب الْعَزْم وَالْعَمَل فَهَذَا فِي رُتْبَة الْجَاهِل اَوْ شَرّ مِنْهُ وَفِي الحَدِيث الْمَرْفُوع اشد النَّاس عذَابا يَوْم الْقِيَامَة عَالم لم يَنْفَعهُ الله بِعِلْمِهِ ثبته ابو نعيم وَغَيره فَهَذَا جَهله كَانَ خيرا لَهُ واخف لعذابه من كمله فَمَا زَاده الْعلم إِلَّا وبالا وَعَذَابًا وَهَذَا لَا مطمع فِي صَلَاحه فَإِن التائه عَن الطَّرِيق يُرْجَى لَهُ الْعود اليها إِذا ابصرها فَإِذا عرفهَا وحاد عَنْهَا عمدا فَمَتَى ترجى هدايته قَالَ تَعَالَى كَيفَ يهدي الله قوما كفرُوا بعد إِيمَانهم وشهدوا ان الرَّسُول حق وجاءهم الْبَينَات وَالله لَا يهدي الْقَوْم الظَّالِمين الضَّرْب الرَّابِع من رزق حظا من الْعَزِيمَة والارادة وَلَكِن قل نصِيبه من الْعلم والمعرفة فَهَذَا اذا وفْق لَهُ الِاقْتِدَاء بداع من دعاة الله وَرَسُوله كَانَ من الَّذين قَالَ الله فيهم {وَمن يطع الله وَالرَّسُول فَأُولَئِك مَعَ الَّذين أنعم الله عَلَيْهِم من النَّبِيين وَالصديقين وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحسن أُولَئِكَ رَفِيقًا ذَلِك الْفضل من الله وَكفى بِاللَّه عليما} رزقنا الله من فَضله وَلَا احرمنا بِسوء اعمالنا انه غَفُور رَحِيم الْوَجْه التِّسْعُونَ ان كل صفة مدح الله بهَا العَبْد فِي الْقُرْآن فَهِيَ ثَمَرَة الْعلم ونتيجته وكل ذمّ ذمه فَهُوَ ثَمَرَة الْجَهْل ونتيجته فمدحه بالايمان وَهُوَ راس الْعلم ولبه ومدحه بِالْعَمَلِ الصَّالح الَّذِي هُوَ ثَمَرَة الْعلم النافع ومدحه بالشكر وَالصَّبْر والمسارعة فِي الْخيرَات وَالْحب لَهُ وَالْخَوْف مِنْهُ والرجاء والانابة والحلم وَالْوَقار واللب وَالْعقل والعفة وَالْكَرم والايثار على النَّفس والنصيحة لِعِبَادِهِ وَالرَّحْمَة بهم والرأفة وخفض الْجنَاح وَالْعَفو عَن مسيئهم والصفح عَن جانبهم وبذل الاحسان لكافتهم وَدفع السَّيئَة بِالْحَسَنَة والامر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَالصَّبْر فِي مَوَاطِن الصَّبْر وَالرِّضَا بِالْقضَاءِ واللين للأولياء والشدة على الاعداء والصدق فِي الْوَعْد وَالْوَفَاء بالعهد والاعراض

<<  <  ج: ص:  >  >>