للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِي الْجَهْل أَو نَاقص الْعقل وَالدّين وَهَؤُلَاء المذكورون فِي هَذِه المحاورة لما صحوا وخلا بَعضهم بِبَعْض وَلم يُمكنهُم أَن يعتمدوا من التلبيس وَالْكذب والزرق مَعَ بَعضهم بَعْضًا مَا يعتمدونه مَعَ غَيرهم تكلمُوا بِمَا عِنْدهم فِي ذَلِك من الإعتراف بِالْجَهْلِ وَأَن الْأَمر إِنَّمَا هُوَ حدس وَظن وزرق وَأَن أَحْوَال الْعَالم الْعلوِي أجل وَأعظم من أَن تدخل تَحت معارفهم وتكال بقفزان عُقُولهمْ وَأَن جهلهم بذلك يُوجب ولابد جهلهم الْأَحْكَام وَأَنَّهُمْ لَا توثق لَهُم بِشَيْء مِمَّا فِيهِ لجَوَاز تشكل الْفلك بشكل يقتضى بطلَان جَمِيع الاحكام وتشكله بشكل يكون بُطْلَانهَا وصحتها بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ على السوَاء وَلَيْسَ لَهُم علم بِانْتِفَاء هَذَا الشكل وَلَا بِوَقْت حُصُوله فَإِنَّهُ لَيْسَ جَارِيا على قانون مضبوط وَلَا على حِسَاب مَعْرُوف وَمَعَ هَذَا فَكيف يَنْبَغِي لعاقل الوثوق بِشَيْء من علم أحكامهم وَهَذِه شَهَادَة فضلائهم وأئمتهم وَلَو أَن خصومهم الَّذين لَا يشاركونهم فِي صناعتهم قَالُوا هَذَا القَوْل لم يكن مَقْبُولًا كقبوله مِنْهُم وَالْحَمْد لله الَّذِي أشهد أهل الْعلم وَالْإِيمَان جهل هَؤُلَاءِ وحيرتهم وضلالهم وكذبهم وافترئهم بِشَهَادَتِهِم على نُفُوسهم وعَلى صناعتهم وَأَن اسْتَفَادَ كل ذِي علم بِعَمَلِهِ وكل ذِي صناعَة بصناعته أعظم من استفادتهم بعلمهم وَأَن أحدا مِنْهُم لَا يُمكنهُ أَن يعِيش إِلَّا فِي كنف من لم يحط من هَذَا الْعلم بِشَيْء وَتَحْت ظلّ من هُوَ أَجْهَل النَّاس وَمن الْعجب قَوْلهم أَن طالع أحد الْملكَيْنِ المتغالبين قد يكون مقتضيا أَن لَا يُصِيب منجمه فِي تِلْكَ الْحَرْب وطالع المنجم يَقْتَضِي خطأه فِي ذَلِك الحكم وطالع خَصمه ومنجمه بالضد فليعجب ذُو اللب من هَذَا الهذيان وتهافته فَإِذا كَانَ الطالع مقتضيا أَن لَا يُصِيب المنجم فِي تِلْكَ الْحَرْب وَقد أعْطى الْحساب وَالْحكم حَقه عِنْد أَرْبَاب الْفَنّ بِحَيْثُ يشْهد كل وَاحِد مِنْهُم أَن الحكم مَا حكم بِهِ أفليس هَذَا من أبين الدَّلَائِل على بطلَان الوثوق بالطالع وَأَن الحكم بِهِ حكم بِغَيْر علم وَحكم بِمَا يجوز كذبه فَمَا فِي الْوُجُود أعجب من هَذَا الطالع الصَّادِق الْكَاذِب الْمُصِيب المخطيء وأعجب من هَذَا أَن الطالع بِعَيْنِه يكون قد حكم بِهِ لظفر عَدو هَذَا عَلَيْهِ منجمه فَوَافَقَ الْقَضَاء وَالْقدر ذَلِك الطالع وَذَلِكَ الحكم فَيكون أحد المنجمين قد أصَاب لملكه طالعا وَحكما وَالْآخر قد أَخطَأ لملكه وَقد خرجا بطالع وَاحِد وأعجب من هَذَا كُله تشكل الْفلك بشكل وَحُصُول طالع سعد فِيهِ بِاتِّفَاق ملأكم فَيحدث مَعَه من علو كلمة من لَا يعبؤن بِهِ وَلَا يعدونه وَظُهُور أَمرهم واستيلائهم على المملكة والرئاسة والعز والحياة ولهجهم بذمكم وعيبكم وإبداء جهلكم وزندقتكم وإلحادكم محتاجون أَن تنضوواإليهم وتعتصموا بحبلهم وتترسوا بهم وتقولون لَهُم بألسنتكم مَا تنطوي قُلُوبكُمْ على خلاقه مِمَّا لَو أظهر تموه لكنتم حصائد سيوفهم كَمَا صرتم حصائد ألسنتهم فَأَي سعد فِي هَذَا الطالع لعمري أم أَي خير فِيهِ وليت شعري كَيفَ لم يُوجب لكم هَذَا الطالع بارقة من سَعَادَة أَو لائحا من عز وَقبُول وَلَكِن هَذِه حِكْمَة رب

<<  <  ج: ص:  >  >>