للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَأَلَهُ فِيهَا عَن الْعُلُوم ومعرفته بهَا إِلَى أَن قَالَ كَيفَ علمك بالنجوم قَالَ أعرف الْفلك الدائر والنجم السائر والقطب الثَّابِت والمائى والناري وَمَا كَانَت الْعَرَب تسميه الأنواء ومنازل النيرَان وَالشَّمْس وَالْقَمَر والاستقامة وَالرُّجُوع والنحوس والسعود وهيآتها وطبائعها وَمَا اسْتدلَّ بِهِ من بَرى وَيجْرِي وأستدل فِي أَوْقَات صَلَاتي وَأعرف مَا مضى من الْأَوْقَات فِي كل ممسي ومصبح وظعنى فِي أسفارى قَالَ فَكيف علمك بالطب قَالَ اعرف مَا قَالَت الرّوم مثل ارسطاطا لَيْسَ ومهراريس وفرفوريس وجالينوس وبقراط واسد فَلَيْسَ بلغاتهم وَمَا نقل من أطباء الْعَرَب وفلاسفة الْهِنْد ونمقته عُلَمَاء الْفرس مثل حاماسف وشاهمرو وبهم ردويوز جمهر ثمَّ سَاق الْعُلُوم على هَذَا النَّحْو فِي حِكَايَة طَوِيلَة يعلم من لَهُ علم بالمنقولات أَنَّهَا كذب مختلق وافك مفترى على الشافعى وَالْبَلَاء فِيهَا من عِنْد مُحَمَّد بن عبد الله الْبلوى هَذَا فَإِنَّهُ كَذَّاب وَضاع وَهُوَ الَّذِي وضع رحْلَة الشافعى وَذكر فِيهَا مناظرته لأبي يُوسُف بِحَضْرَة الرشيد وَلم ير الشافعى أَبَا يرسف وَلَا اجْتمع بِهِ قطّ وَإِنَّمَا دخل بَغْدَاد بعد مَوته ثمَّ إِن فِي سِيَاق الْحِكَايَة مَا يدل من لَهُ عقل على انها كذب مفترى فَإِن الشافعى لم يعرف لغه هَؤُلَاءِ اليونان الْبَتَّةَ حَتَّى يَقُول إِنِّي أعرف مَا قَالُوهُ بلغاتهم وَأَيْضًا فَإِن هَذِه الْحِكَايَة أَن مُحَمَّد بن الْحسن وشى بالشافعى إِلَى الرشيد وَأَرَادَ قَتله وتعظيم مُحَمَّد الشافعى ومحبته لَهُ وتعظيم الشافعى لَهُ وثناؤه عَلَيْهِ هُوَ الْمَعْرُوف وَهُوَ يدْفع هَذَا الْكَذِب وَأَيْضًا فَإِن الشافعى رَحمَه الله لم يكن يعرف علم الطِّبّ اليوناني بل كَانَ عِنْده من طب الْعَرَب طرف حفظ عَنهُ فِي منثور كَلَامه بعضه كنهيه عَن أكل الباذنجان بِاللَّيْلِ وَأكل الْبيض المصلوق بِاللَّيْلِ وَكَانَ يَقُول عجبا لمن يتعشى ببيض وينام كَيفَ يعِيش وَكَانَ يَقُول عجبا لمن يخرج من الْحمام وَلَا يَأْكُل كَيفَ يعِيش وَكَانَ يَقُول عجبا لمن يحتجم ثمَّ يَأْكُل كَيفَ يعِيش يعْنى عقب الْحجامَة وَكَانَ يَقُول احذر أَن تشرب لهَؤُلَاء الْأَطِبَّاء دَوَاء وَلَا تعرفه وَكَانَ يَقُول لَا تسكن ببلدة لَيْسَ فِيهَا عَالم ينبئك عَن دينك وَلَا طَبِيب ينبئك عَن أَمر بدنك وَكَانَ يَقُول لم أر شَيْئا انفع للوباء من البنفسج يدهن بِهِ وَيشْرب إِلَى امثال هَذِه الْكَلِمَات الَّتِى حفظت عَنهُ فَأَما أَنه كَانَ يعلم طب اليونان وَالروم والهند وَالْفرس بلغاتها فَهَذَا بهت وَكذب عَلَيْهِ قد أعاذة الله عَن دَعْوَاهُ وَبِالْجُمْلَةِ فَمن لَهُ علم بالمنقولات لَا يستريب فِي كذب هَذِه الْحِكَايَة عَلَيْهِ وَلَوْلَا طولهَا لسقناها ليتبين اثر الصَّنْعَة والوضع عَلَيْهَا

وَأما الْحِكَايَة الثَّانِيَة فَقَالَ الْحَاكِم أخبرنَا أَبُو الْوَلِيد الْفَقِيه قَالَ حدثت عَن الْحسن بن سُفْيَان عَن حَرْمَلَة قَالَ كَانَ الشافعى يديم النّظر فِي كتب النُّجُوم وَكَانَ لَهُ صديق وَعِنْده وَجَارِيَة قد حبلت فَقَالَ إِنَّهَا تَلد إِلَى سَبْعَة

وَعشْرين يَوْمًا وَيكون فِي فَخذ الْوَلَد الْأَيْسَر خَال أسود ويعيش أَرْبَعَة وَعشْرين يَوْمًا ثمَّ يَمُوت بِهِ على النَّعْت الذى وصف وَانْقَضَت

<<  <  ج: ص:  >  >>