حَتَّى غَابَتْ عَنَّا ثمَّ رجعت وَمضى وَاحِد فَقَالَ لنا أَبُو جَعْفَر وَالله لَا نرْجِع جَمِيعًا فَمَاتَ مولى أبي جَعْفَر وَأمر بعض الْأُمَرَاء جَارِيَة لَهُ تغني
فاندفعت تَقول:
هم قَتَلُوهُ كي يَكُونُوا مَكَانَهُ كَمَا غدرت يَوْمًا بكسرى مرازبه
فَقَالَ وَيلك غَنِي غير هَذَا فغنت
هَذَا مقَام مطرد هدمت مَنَازِله ودوره
فَقَالَ وَيلك غَنِي غير هَذَا فَقَالَت وَالله يَا سَيِّدي مَا أعْتَمد إِلَّا مَا يَسُرك ويسبق إِلَى لساني مَا ترى ثمَّ غنت
كُلَيْب لعمري كَانَ أَكثر ناصرا وأيسر جرما مِنْك ضرج بِالدَّمِ
فَقَالَ مَا أرى أَمْرِي إِلَّا قَرِيبا فَسمع قَائِلا يَقُول قضى الْأَمر الَّذِي فِيهِ تستفتيان وَقد ذكر فِي حَرْب بني تغلب أَن تيم اللات أرسل بنيه فِي طلب مَال لَهُ فَلَمَّا أَمْسَى سمع صَوت الرّيح فَقَالَ لمرأته أنظرى من أَيْن نَشأ السَّحَاب وَمن أَيْن نشأت الرّيح فَأَخْبَرته أَن الرّيح طالع من وَجه السَّحَاب فَقَالَ وَالله إِنِّي لأرى ريحًا تهد هَذِه الصَّخْرَة وتمحق الْأَثر فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ بنوه قَالَ لَهُم مَا لَقِيتُم قَالُوا سرنا من عنْدك فَلَمَّا بلغنَا غُصْن شعثمين إِذا بعفر جاثمات على دعص من رمل فَقَالَ أمشرقات أم مغربات قَالُوا مغربات قَالَ فَمَا ريحكم ناطح أم دابر أم بارح أم سانح فَقَالُوا ناطح فَقَالَ لنَفسِهِ يَا تيم اللات دعص الشعثمين والشعثم الشَّيْخ الْكَبِير وَأَنت شعثم بني بكر وجواثم بدعص وريح ناطح نطحت فبرحت قَالَ ثمَّ مَاذَا قَالُوا ثمَّ رَأينَا ذئبا قد دلع لِسَانه من فِيهِ وَهُوَ يطحر وشعره عَلَيْهِ فَقَالَ ذَلِك حران ثَائِر ولسان عذول حامى الظّهْر همه سفك الدِّمَاء وَهُوَ أَرقم الأراقم يَعْنِي مهلهلا قَالَ ثمَّ مَاذَا قَالُوا ثمَّ رَأينَا ريحًا وسحابا قَالَ فَهَل مطرتم قَالُوا بلَى قَالَ ببرق قَالُوا قد كَانَ ذَلِك فَقَالَ أماء سَائل فَقَالُوا نعم فَقَالَ ذَلِك دم سَائل ومرهفات قَالَ ثمَّ مَه قَالُوا ثمَّ طلعنا قلعة الضُّعَفَاء ثمَّ تصوبنا من تل فاران قَالَ فكنتم سَوَاء أَو مترادفين قَالُوا بل سَوَاء قَالَ فَمَا سماؤكم قَالُوا خبا قَالَ فَمَا ريحكم قَالُوا ناطح قَالَ فَمَا فعل الْجَيْش الَّذين لَقِيتُم قَالُوا نجونا مِنْهُ هربا وجد الْقَوْم فِي أثرنا قَالَ ثمَّ مَه قَالُوا ثمَّ رَأينَا عقَابا منقضة على عِقَاب فتشابكا وهويا إِلَى الأَرْض قَالَ ذَاك جمع رام جَمِيعًا فَهُوَ لاقيه قَالَ ثمَّ مَه قَالُوا ثمَّ رَأينَا سبعا على سبع ينهشه وَبِه بَقِيَّة لم يمت فَقَالَ ذروني أما وَالله أَنَّهَا لقبيلة مصروعة مأكولة مقتولة من بني وَائِل بعد عز وَامْتِنَاع وَذكروا أَن تيم اللات هَذَا مر يَوْمًا بجمل أجرب وَعَلِيهِ ثَلَاث غرابيب فَقَالَ لِبَنِيهِ ستقفون على مقتولا فَكَانَ كَمَا قَالَ وَقتل عَن قريب وَكَذَلِكَ قَول عَلْقَمَة فِي مسيره مَعَ أَصْحَابه وَقد مروا فِي اللَّيْل بشيخ فان فَقَالَ لَقِيتُم شَيخا كَبِيرا فانيا يغالب الدَّهْر والدهر يغالبه يُخْبِركُمْ أَنكُمْ سَتَلْقَوْنَ قوما فيهم ضعف ووهن ثمَّ لَقِي سبعا فَقَالَ دلاج لَا يغلب ثمَّ رأى غرابا ينفض
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute