بجؤجؤه فَقَالَ أَبْشِرُوا أَلا ترَوْنَ أَنه يُخْبِركُمْ أَن قد أطمأنت بكم الدَّار فَكَانَ كَذَلِك
وَذكر الْمَدَائِنِي قَالَ خرج رجل من لَهب وَلَهُم عيافة فِي حَاجَة لَهُ وَمَعَهُ سقاء من لبن فَسَار صدر يَوْمه ثمَّ عَطش فَأَنَاخَ ليشْرب فَإِذا الْغُرَاب ينعب فأثار رَاحِلَته وَمضى فَلَمَّا أجهده الْعَطش أَنَاخَ ليشْرب فنعب الْغُرَاب فاثار رَاحِلَته ثمَّ الثَّالِثَة نعب الْغُرَاب وتمرغ فِي التُّرَاب فَضرب الرجل السقاء بِسَيْفِهِ فَإِذا فِيهِ أسود ضخم ثمَّ مضى فَإِذا غراب على سِدْرَة فصاح بِهِ فَوَقع على سلمه فصاح بِهِ فَوَقع على صَخْرَة فَانْتهى إِلَيْهِ فَإِذا تَحت الصَّخْرَة كنز فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى أَبِيه قَالَ لَهُ مَا صنعت قَالَ سرت صدر يَوْم ثمَّ أنخت لأشرب فَإِذا الْغُرَاب ينعب قَالَ أَثَره وَإِلَّا لست بِابْني قَالَ أثرته ثمَّ أنخت لأشرب فنعب الْغُرَاب وتمرغ فِي التُّرَاب قَالَ أضْرب السقاء وَإِلَّا لست باني قَالَ فعلت فَإِذا أسود ضخم قَالَ ثمَّ مَه قَالَ ثمَّ رَأَيْت غرابا وَاقعا على سِدْرَة قَالَ أطره وَإِلَّا لست بِابْني قَالَ أطرته فَوَقع على سَلمَة قَالَ أطره وَإِلَّا لست بِابْني قَالَ فَوَقع على صَخْرَة قَالَ أَخْبرنِي بِمَا وجدت فَأَخْبَرته
وَذكر أَيْضا أَن أَعْرَابِيًا أضلّ ذودا لَهُ وخادما فَخرج فِي طلبهما إِذْ اشتدت عَلَيْهِ الشَّمْس وَحمى النَّهَار فَمر بِرَجُل يحلب نَاقَة قَالَ أَظُنهُ من بني أَسد فَسَأَلَهُ عَن ضالته قَالَ أدن فَاشْرَبْ من اللَّبن وأدلك على ضالتك قَالَ فَشرب ثمَّ قَالَ مَا سَمِعت حِين خرجت قَالَ بكاء الصّبيان ونباح الْكلاب وصراخ الديكة وثغاء الشَّاء قَالَ ينهاك عَن الغدو ثمَّ مَه قَالَ ثمَّ ارْتَفع النَّهَار فَعرض لي ذِئْب قَالَ كسوب ذُو ظفر ثمَّ مَه قَالَ ثمَّ عرضت لي نعَامَة قَالَ ذَات ريش وَاسْمهَا حسن هَل تركت فِي أهلك مَرِيضا يُعَاد قَالَ نعم قَالَ ارْجع إِلَى أهلك فذودك وخادمك عِنْدهم فَرجع فَوَجَدَهُمْ
وَذكر أَبُو خَالِد التَّيْمِيّ قَالَ كنت آخذ الْإِبِل بِضَمَان فأرعاها فِي ظهر الْبَصْرَة فَطُرِدَتْ فَخرجت أقفو أَثَرهَا حَتَّى انْتَهَيْت إِلَى الْقَادِسِيَّة فاختلطت على الْآثَار فَقلت لَو دخلت الْكُوفَة فتحسست عَنْهَا فَأتيت الكناسة فَإِذا النَّاس مجتمعون على عراف الْيَمَامَة فوقفت ثمَّ قلت لَهُ حَاجَتي فَقَالَ بعيدَة أشيطان الْهوى جمع مثلهَا على الْعَاجِز الْبَاغِي الغي ذُو تكاليف ولترجعن قَالَ فَوَجَدتهَا فِي الشَّام مَعَ ابْن عَم لي فصالحت أَصْحَابهَا عَنْهَا وَقَالَ الْمَدَائِنِي كَانَ بِالسَّوَادِ زاجر يُقَال لَهُ مهر فَأخْبر بِهِ بعض الْعمَّال فَجعل يكذب زَجره ثمَّ أرسل إِلَيْهِ فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ إِنِّي قد بعثت بِغنم إِلَى مَكَان كَذَا وَكَذَا فَانْظُر هَل وصلت أم لم تصل وَقد عرف الْعَامِل قبل ذَلِك أَن بَينهَا ويبن الكلاء رحْلَة فَقَالَ لغلامه أخرج فَانْظُر أَي شَيْء تسمع قَالَ وَكَانَ الْعَامِل قد أَمر غُلَامه أَن يكمن فِي نَاحيَة الدَّار ويصيح صياح ابْن آوى فَخرج غلاء الزاجر ليسمع وَصَاح غُلَام الْعَامِل فَرجع إِلَى الزاجر غُلَامه وَأخْبرهُ بِمَا سمع فَقَالَ لِلْعَامِلِ قد ذهبت عَنْك وَقطع عَلَيْهَا الطَّرِيق فاستيقت قَالَ فَضَحِك الْعَامِل وَقَالَ قد جَاءَنِي خَبَرهَا أَنِّي وصلت والصائح الَّذِي صَاح غلامي قَالَ إِن كَانَ الصائح الَّذِي الصاح ابْن آوى فقد ذهبت
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute