وحاله وَيبقى هدفا لسهام الطَّيرَة ويساق إِلَيْهِ من كل أَوب ويقيض لَهُ الشَّيْطَان من ذَلِك مَا مَا يفْسد عَلَيْهِ دينه ودنياه وَكم هلك بذلك وخسر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فَأَيْنَ هَذَا من الفأل الصَّالح السار للقلوب الْمُؤَيد للآمال الفاتح بَاب الرَّجَاء الْمسكن للخوف الرابط للجاش الْبَاعِث على الِاسْتِعَانَة بِاللَّه والتوكل عَلَيْهِ والاستبشار المقوى لأمله السار لنَفسِهِ فَهَذَا ضد الطَّيرَة فالفأل يُفْضِي بِصَاحِبِهِ إِلَى الطَّاعَة والتوحيد والطيرة تُفْضِي بصاحبها إِلَى الْمعْصِيَة والشرك فَلهَذَا اسْتحبَّ الفأل وأبطل الطَّيرَة وَأما حَدِيث اللقحة وَمنع النَّبِي حَربًا وَمرَّة من حلبها وَأذنه ليعيش فِي حلبها فَلَيْسَ هَذَا بِحَمْد الله فِي شَيْء من الطَّيرَة لِأَنَّهُ محَال أَن ينْهَى عَن شَيْء ويبطله ثمَّ يتعاطاه هُوَ وَقد أَعَاذَهُ الله سُبْحَانَهُ من ذَلِك قَالَ أَبُو عمر لَيْسَ هَذَا عِنْدِي من بَاب الطَّيرَة لِأَنَّهُ محَال أَن ينْهَى عَن شَيْء ويفعله وَإِنَّمَا هُوَ من طلب الفال الْحسن وَقد كَانَ أخْبرهُم عَن أقبح الْأَسْمَاء أَنه حَرْب وَمرَّة فأكد ذَلِك حَتَّى لَا يتسمى بهَا أحد ثمَّ سَاق من طَرِيق ابْن ربيعَة عَن جَعْفَر بن ربيعَة بن يزِيد عَن عبد الله بن عَامر الْيحصبِي أَن رَسُول الله قَالَ خير الْأَسْمَاء عبد الله وَعبد الرَّحْمَن واصدقها حَارِث وَهَمَّام حَارِث يحرث لأبنائه وَهَمَّام يهم بِالْخَيرِ وَكَانَ يكره الإسم الْقَبِيح لِأَنَّهُ كَانَ يتفاءل بالْحسنِ من الْأَشْيَاء ثمَّ سَاق من طَرِيق ابْن وهب حَدثنِي ابْن لَهِيعَة عَن الْحَارِث بن يزِيد عَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَير عَن يعِيش الْغِفَارِيّ قَالَ دَعَا النَّبِي يَوْمًا بِنَاقَة فَقَالَ من يحلبها فَقَامَ رجل فَقَالَ أَنا فَقَالَ مَا اسْمك قَالَ مرّة قَالَ اقعد ثمَّ قَامَ آخر فَقَالَ مَا اسْمك قَالَ جَمْرَة قَالَ اقعد ثمَّ قَامَ رجل فَقَالَ مَا اسْمك قَالَ يعِيش قَالَ احلبها وروى حَمَّاد بن سَلمَة عَن حميد عَن بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ أَن رَسُول الله كَانَ إِذا توجه لحَاجَة يحب أَن يسمع يانجيح يَا رَاشد يَا مبارك وَقد روى من حَدِيث بُرَيْدَة أَن النَّبِي كَانَ لَا يتطير من شَيْء وَلَكِن كَانَ إِذا سَالَ عَن اسْم الرجل فَكَانَ حسنا رؤى البشاشة فِي وَجهه وَإِن كَانَ سَيِّئًا رؤى ذَلِك فِي وَجهه وَإِذا سَأَلَ عَن اسْم الأَرْض وَكَانَ حسنا رؤى ذَلِك فِيهِ قلت الحَدِيث رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده حَدثنَا عبد الصمد حَدثنَا هِشَام عَن قَتَادَة عَن عبد الله بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه قَالَ كَانَ رَسُول الله لَا يتطير من شَيْء وَلكنه إِذا أَرَادَ أَن يَأْتِي ارضا سَالَ عَن اسْمهَا فَإِن كَانَ حسنا رؤى ذَلِك فِي وَجهه وَكَانَ إِذا بعث رجلا سَأَلَ عَن اسْمه فَإِن كَانَ حسن الإسم رؤى الْبشر فِي وَجهه وَإِن كَانَ قبيحا رؤى ذَلِك فِي وَجهه وَقَالَ ابو عمر حَدثنَا عبد الْوَارِث حَدثنَا قَاسم حَدثنَا أَحْمد بن زُهَيْر بن حُسَيْن بن حُرَيْث ابْن عبد الله بن بريده عز الْحُسَيْن بن وَاقد عَن عبد الله بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه قَالَ كَانَ النَّبِي لَا يتطير وَلَكِن كَانَ يتفاءل فَركب بُرَيْدَة فِي سبعين رَاكِبًا من أهل بَيته من بني أسلم فَتلقى النَّبِي لَيْلًا فَقَالَ لَهُ النَّبِي من أَنْت قَالَ أَنا بُرَيْدَة فَالْتَفت إِلَى أبي بكر قَالَ يَا أَبَا بكر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute