للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنَّ قَوْله تَعَالَى: {وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً} دَاخِلٌ فِي التَّمَنِّي بَعْدَمَا نَطَقَتْ جَوَارِحُهُمْ بِفَضِيحَتِهِمْ وَقِيلَ: إنَّ مَعْنَاهُ أَنَّهُ لَا يُعْتَدُّ بِكِتْمَانِهِمْ; لِأَنَّهُ ظَاهِرٌ عِنْدَ اللَّهِ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهُ شَيْءٌ, فَكَانَ تَقْدِيرُهُ أَنَّهُمْ غَيْرُ قَادِرِينَ هُنَاكَ عَلَى الْكِتْمَانِ; لِأَنَّ اللَّهَ يُظْهِرُهُ. وَقِيلَ: إنَّهُمْ لَمْ يَقْصِدُوا الْكِتْمَانَ; لِأَنَّهُمْ إنَّمَا أَخْبَرُوا عَلَى مَا تَوَهَّمُوا, وَلَا يُخْرِجُهُمْ ذَلِكَ مِنْ أَنْ يَكُونُوا قَدْ كَتَمُوا, وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>