للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن حبان (١): "كل مشتغل بعلم من العلوم فلابد أن يتحقق به أو يكثر منه إلَّا أهل (الحديث فإنَّ أكثرهم عوام) (٢) ولم يتمثل أحد منهم بين يدي عالم، ولا مقريء، ولا فقيه, ولا نحوي، ولا لغوي ولا أديب, ولا أصولي، [إنما ينشأ] (٣) الواحد منهم، وقد علم الخط من الكتاب فيعلقه عامي مثله بسماع الحديث، وتطول قراءته بحيث يحصل له أنه إذا قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقوله بالرفع، وإذا قال: إنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فيقوله بالنصب من كثرة ما يرد له ذلك في قراءة الحديث، فإذا أكثر من السماع لحقه (٤) من الزهو والكبر ما جعله يعلو به على الأفاضل والعلماء وصار له تمييز على الصبيان (الذي يسمعهم) (٥) وأكثر علمه [أن يعرف] (٦) أنّ الجزء الفلاني يرويه الشيخ العامي [فلان] (٧)، وأنّ [فلانة] (٨) انفردت بالسماع عن فلان، وأنّ فلانًا


(١) أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد التميمي البستي، الإمام الحافظ.
قال الخطيب: كان ثقة نبيلًا فهمًا توفى سنة (٣٥٤ هـ).
تذكرة الحفاظ (٣/ ٩٢٠)، وميزان الاعتدال (٣/ ٥٠٦)، ولسان الميزان (٥/ ١١٢).
(٢) ضرب على هذا السطر في (ع).
(٣) من (د)، وفي (م)، (ع) إلَّا بما شاء، وفي (ب): نشاء.
(٤) من (د)، وفي بقية النسخ: لغة.
(٥) سقطت من (د).
(٦) من (د)، وقد سقطت من (م).
(٧) من (ب)، (د)، وفي (م): فلاني.
(٨) من (ب)، وفي (م): ثلاثة.

<<  <  ج: ص:  >  >>