قضى السيوطي فترةً من عمره في خصومةٍ حاميةٍ مع بعض أقرانه من أهل العلم، حيث تألبوا عليه، وطعنوا في طباعه، ومواهبه، وعلمه ومؤلفاته، وتحاملوا عليه، ورموه بما ليس فيه، فقام السيوطي يكيل لهم الصاع صاعين، وأطلق فيهم لسانه وقلمه، ولم يدع لهم مثلبةً إلا أظهرها، ولا نقيصةً إلا كشف عنها.
"وأصبح في عصر السيوطي معسكران، معسكر يقوده السخاوي، ويضم شمس الدين محمد الجوجري (ت ٨٨٩ هـ)، وبرهان الدين
إبراهيم بن الكركي (ت ٩٢٢ هـ)، وأحمد بن محمد القسطلاني (ت ٩٢٣ هـ) وأحمد بن الحسين بن العليف المكي تلميذ الجوجري (ت ٩٢٦ هـ)، وغيرهم،
وأما المعسكر الآخر الذي يقوده السيوطي فيضم الشيخ زين الدين القاسم الحنفي (ت ٨٧٩ هـ)، والعلامة أمين الدين محيي الأقصرائي (ت ٨٨٠ هـ). والشيخ فخر الدين عثمان الديمي (ت ٩٠٨ هـ)(١).
هذه الخصومات التي وقعت بين السيوطي وبين أقرانه جعلته يؤلف