للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وملبسه ومركبه ومأكله ومشربه، حتى القلامة من ظفره ما كان يصنع بها (١)، والنخامة من فيه كيف كان يلفظها، وقوله عند كل فعل يحدثه [ولدى] (٢) كل موقف يشهده تعظيمًا لقدره -صلى اللَّه عليه وسلم- ومعرفة لشرف ما ذكر عنه وعُزي إليه، وحفظوا مناقب صحابته ومآثر عشيرته، وجاءوا بسير الأنبياء ومقامات الأولياء، واختلاف الفقهاء، ولولا عناية أصحاب الحديث بضبط السنن وجمعها واستنباطها من معادنها، والنظر في طرقها لبطلت الشريعة وتعطلت أحكامها [إذ] (٣) كانت مستخرجة من الآثار المحفوظة، ومستفادة من السنن المنقولة، فمن عرف للإسلام (٤) حقه، وأوجب للدين حرمته أكبر أن يحتقر من عظَّم اللَّه تعالى شأنه وأعلى [مكانته (٥)] وأظهر حجته، وأبان فضيلته ولم يرتق بطعنه إلى حزب الرسول وأتباع الوحي وأوعية الدين وخزنة (٦) العلم الذين ذكرهم اللَّه تعالى في كتابه فقال: {وَالَّذِينَ


(١) روي أنّ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا احتجم أو أخذ من شعره أو من ظفره ذهب إلى البقيع فدفنه، والحديث رواه أبو الشيخ في كتاب أخلاق النبي (ص ٢٥٨)، وهو غير ثابت بهذا السند، لأن فيه -يعقوب بن الوليد الأزدي كذبه الإمام أحمد وغيره- كما في التقريب (٣٨٧).
(٢) من الكفاية (ص ٣٥)، وفي النسخ الأربعة: وكذا.
(٣) من الكفاية (ص ٣٥)، وفي (م): إذا.
(٤) وفي (م): الإسلام.
(٥) من (د)، وفي النسخ: مكانه.
(٦) وفي (ب): وخدمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>