قال الحاكم: "كان الواحد من الحفاظ يحفظ خمسمائة ألف حديث". وتقدم أنَّ البعض يرى ألا يقل المحفوظ عن عشرين ألف حديث، وأما الوقائع فأبو زرعة كان يحفظ ستمائة ألف حديث، وورد عنه في حفظه تفصيل آخر. قال أبو زرعة: "أحفظ مائة ألف حديث كما يحفظ الإنسان {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، وفي المذاكرة ثلاثمائة ألف حديث". وقال أبو بكر محمد بن عمر الرازي الحافظ: "لم يكن في هذه الأمة أحفظ من أبي زرعة الرازي، كان يحفظ سبعمائة ألف حديث وكان يحفظ مائةً وأربعن ألفًا في التفسير والقراءات". وكان الإمام أحمد يحفظ ألف ألف حديث، والبخاري كان يحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح، ومائة ألف حديث صحيح. وكان إسحاق بن راهوية يقول: "أحفظ سبعين ألف حديث من ظهر قلبي صحيحة، وأحفظ أربعة آلاف حديث مُزوَّرة". وكان عبدان حافظًا لمائة ألف حديث. بعد دراسة هذه الأقوال والوقائع تبيَّن لي أنَّ الاختلاف في كمية المحفوظ تختلف بحسب الأعراف والأزمنة، كما أشار إلى نحو من هذا ابن سيد الناس قريبًا، وأيضًا هذا التفاوت يدل على أنَّ الحفظ درجات، وذلك بحسب قدر وكمية المحفوظ. الحث على الحفظ لابن الجوزي (ص ٢٦، ٣١، ٤٥، ٤٦، ٥٨)، وتلقيح فهوم أهل الأثر (ص ٣٦١)، وتذكرة السامع لابن جماعة (ص ٢٠٦، ٢٠٧)، وشرح علل الترمذي (١/ ٢١٨ - ٢٣٢)، وأبو زرعة وجهوده د/ الهاشمي (١/ ٢٠٧)، وعلوم الحديث د/ صبحي الصالح (ص ٧٩). (١) منهم: أبو الفتح عبد المغني المقدسي ثم الدمشقي، ويلقب عز الدين. توفي سنة (٦١٣ هـ). تذكرة الحفاظ (٤/ ١٤٠٨)، وذيل طبقات الحنابلة (٢/ ١٨٥).