للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صحة النقل من أهل الحديث أنه كان أتقن الرواة عن مالك (١)، نعم كان كثير اللزوم له، قال: العجب من [ترديد] (٢) المعترض بين [الأجلية والأتقنية] (٣)، وأبو منصور إنما عبَّر بأجل، ولا يشك أحد أنّ الشافعي أجل من هؤلاء لما اجتمع له من الصفات العلية الموجبة لتقدمه (٤)، وأيضًا فزيادة إتقانه لا يشك فيها من له علم بأخبار النَّاس، فقد كان أكابر المحدثين يأتونه فيذاكرونه بأحاديث أشكلت عليهم (فيبين) (٥) لهم ما أشكل، ويوقفهم على علل غامضة، فيقومون وهم يتعجبون، وهذا لا ينازع فيه إلَّا جاهل أو متغافل، قال: لكن في إيراد كلام أبي منصور في هذا الفصل نظر! ! لأنَّ الكلام (٦) في ترجيح ترجمة مالك عن نافع عن ابن عمر على غيرها إن كان المراد به ما وقع في الموطأ فرواته فيه سواء من حيث الاشتراك في رواية مالك الأحاديث، ويتم ما عبر به أبو منصور من أنّ الشافعي أجلهم، وإن كان المراد به أعم من ذلك، فلا شك أن عند كثير من أصحاب مالك من حديثه خارج


(١) وجدت كلامًا بهذا المعنى فيما يتعلق بالموطأ منقولًا عن محمد بن عبد الحكم ويحيى ابن بكير قالا: "عبد اللَّه بن وهب أثبت الناس في الموطأ".
ترتيب المدارك (٣/ ٢٨٢)، والديباج المذهب (١/ ٤١٤).
(٢) من التدريب (١/ ٨١)، وفي (د): تزوير، وفي (ع): تزيد.
(٣) من التدريب (١/ ٨١)، وفي الأصل: "الأجلة، والأتقية".
(٤) وفي التدريب (١/ ٨١): لتقديمه.
(٥) سقطت من (م).
(٦) والعبارة في التدريب (١/ ٨١): لأنَّ المراد بترجيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>