كتاب البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر - قسم 1 - ت الأندونوسي

المسألة الثانية: المفاضلة بين الصحيحين - القول الأول: البخاري أصح (الجمهور) - ج: 2 - ص: 534

يقاربه في العصر فرام مرامه، وكاد يأخذ عنه أو عن كتبه إلا أنه لم يضايق نفسه مضايقة أبي عبد اللَّه، وروى عن جماعة كثيرة لم يتعرض (١) أبو عبد اللَّه للرواية عنهم (٢)، وكلٌّ قصد الخير، غير أن أحدًا منهم لم يبلغ (من التشديد) (٣) مبلغ أبي عبد اللَّه، ولا تسبب إلى استنباط المعاني واستخراج لطائف فقه الحديث وتراجم الأبواب الدالة على ماله وصلة بالحديث المروي فيه [تسببه] (٤) وللَّه الفضل يختص به من يشاء".

وقال الحاكم أبو أحمد النيسابوري (٥) وهو عصري أبي علي النيسابوري [ومقدم] (٦) عليه في معرفة الرجال فيما حكاه (عنه) (٧)

---

(١) وفي (د): يعرض.
(٢) وتفرد مسلم بالرواية عنهم، وقد ألَّف أبو بكر أحمد بن علي بن محمد بن منجويه (ت ٤٢٨ هـ) كتابًا في رجال مسلم خاصة وهو مخطوط ببلدية الإسكندرية - رقم (١٢٤٥ ب) (٥٦٤ هـ)، وقد طبع.
(٣) من (د)، وفي النسخ: التشدد.
(٤) من الأصل (١/ ١١)، وقد سقطت من النسخ.
(٥) أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد النيسابوري الكرابيسي الحاكم، محدث خراسان صاحب التصانيف، هو الحاكم الكبير شيخ الحاكم أبي عبد اللَّه، توفي سنة (٣٧٨ هـ).
تذكرة الحفاظ (٣/ ٩٧٦)، وذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل للذهبي (ص ١٩٥)، والوافي بالوفيات (١/ ١١٥)، وطبقات الشافعية للأسنوي (١/ ٤٢٠).
(٦) من الأصل (١/ ١١)، وفي النسخ: مقدمًا.
(٧) ليست موجودة في الأصل.