وقد أجاب عنه الحافظ المنذري بقوله: "بأنه يمكن أن يكون سلك في ذلك مسلك من رأى أن الأحاديث الضعيفة إذا انضم بعضها لبعض أحدثت قوة". قلت: وإن يكن السلفي رحمه اللَّه قد رأى ذلك، فطرق الحديث هذا مما لا يقوي بعضها بعضًا كما تقدم قريبًا. انظر: كشف الخفاء (٢/ ٢٤٦). (٢) حديث (من حفظ على أمتي) روي بألفاظ مختلفة منها: "من حفظ على أمتي أربعين حديثًا ينتفعون بها بعثه اللَّه يوم القيامة فقيهًا عالمًا"، وبلفظ: "من حفظ على أمتي أربعين حديثًا ينفعهم اللَّه عز وجل بها قيل له: أدخل من أي أبواب الجنة شئت". رواه أبو نعيم في الحلية (٤/ ١٨٩)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ١١١ - ١٢٢) عن ابن مسعود، وعلي، ومعاذ بن جبل وغيرهم. قال ابن حجر: "جمعت طرقه في جزء ليس فيها طريق تسلم من علة قادحة". وقال أحمد: "هذا متن مشهور، وليس له إسناد صحيح". وقال النووي: "طرقه كلها ضعيفة، وليس بثابت". (قلت): ولاختلاف طرقه فمنها ما فيه (كذاب)، ومنها ما في (ضعيف)، حكم بعض الحفاظ عليه بالوضع، وحكم بعضهم عليه (بالضعف). انظر: تذكرة الموضوعات للمقدسي (ص ١١٥)، والمقاصد الحسنة (ص ٤١١)، وتمييز الطيب من الخبيث (ص ١٦١)، وضعيف الجامع الألباني (٦/ ١٩٢).