للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أمتي أربعين حديثًا" (١) مع اتفاق الحفاظ على تضعيفه (٢)، كما سيأتي بسطه في نوع الحسن، ولا شك أن شروط الحسن أخف، وعلل الصحيح أخفى، فالحكم بالحسن أسهل من الحكم بالصحة


(١) في أربعينه، ونص كلامه عن الحديث: "أنه روى من طرق وثقوا بها، وركنوا إليها، وعرفوا صحتها، وعولوا عليها".
وقد أجاب عنه الحافظ المنذري بقوله: "بأنه يمكن أن يكون سلك في ذلك مسلك من رأى أن الأحاديث الضعيفة إذا انضم بعضها لبعض أحدثت قوة".
قلت: وإن يكن السلفي رحمه اللَّه قد رأى ذلك، فطرق الحديث هذا مما لا يقوي بعضها بعضًا كما تقدم قريبًا. انظر: كشف الخفاء (٢/ ٢٤٦).
(٢) حديث (من حفظ على أمتي) روي بألفاظ مختلفة منها: "من حفظ على أمتي أربعين حديثًا ينتفعون بها بعثه اللَّه يوم القيامة فقيهًا عالمًا"، وبلفظ: "من حفظ على أمتي أربعين حديثًا ينفعهم اللَّه عز وجل بها قيل له: أدخل من أي أبواب الجنة شئت".
رواه أبو نعيم في الحلية (٤/ ١٨٩)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ١١١ - ١٢٢) عن ابن مسعود، وعلي، ومعاذ بن جبل وغيرهم.
قال ابن حجر: "جمعت طرقه في جزء ليس فيها طريق تسلم من علة قادحة".
وقال أحمد: "هذا متن مشهور، وليس له إسناد صحيح".
وقال النووي: "طرقه كلها ضعيفة، وليس بثابت".
(قلت): ولاختلاف طرقه فمنها ما فيه (كذاب)، ومنها ما في (ضعيف)، حكم بعض الحفاظ عليه بالوضع، وحكم بعضهم عليه (بالضعف).
انظر: تذكرة الموضوعات للمقدسي (ص ١١٥)، والمقاصد الحسنة (ص ٤١١)، وتمييز الطيب من الخبيث (ص ١٦١)، وضعيف الجامع الألباني (٦/ ١٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>